• ×

قائمة

Rss قاريء

رسالة إلى أبيّ

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
نبراس- نورة الغانمي 

ابي أُحبك رغمَ أني لم أُجرب يوماً حضنك لم آشعر بضمتك ، بحبك ، بأبوتك ، أنت صنعت بيننا الف حاجز وزرعت في دواخلنا شعورٌ نحوك بارد لا ندري نُحبك أم نخاف ُ منك ، معنى أن يكون لي أب يكون لي متكئ طهرٍ أستند عليه ، كتفٌ أبكي حين آحتاج حضنٌ ألجأ وآحتمي به ، سقفٌ يظللني وبيتٌ يحميني من الشتاء القارس.
أنت وحدك من قررت أن تفصلنا عنك لم تكن باراً بآبنائك لم تشعر ولو ليومٍ واحد أنك أب دوماً انت الجلاد ، لم تتلمس كفي الصغير ، ولم تنظر لبكاء عيني ، لرجفة خوفي ، لضعفي وعجزي ، لإحتياجي إليك ، قررت أن أكتب ، أن أُعيد ما كتبت ، أن أقرء لعلي أحظى بخطىءٍ تعبيري بسيط ، لعلي أكون بين سطوري ظلمتك ولو بشيءٍ قليل. أبي أُريد أن أشعر بحضنك قبل الموت ، أن آشتم رائحتك قبل الموت ، أن آشعر براحةِ يديك قبل الموت ، كيف لي أن آتمنى كل ذلك وقد أصبحتُ أُماً كلما غمرتُ آبنائي تمنيتُ حضنك ، أن آشعر حقاً بأني أنتمي إليك بعواطفي ، بمشاعري لم تكن الأبوة يوماً مجرد إسم إنها إنتماءٌ ياأبي ، حدوداً ووطن ، سماءاً وآرض أُريد أن آرى ملامحك في وجهي ، أن آحتوي ضعفك ، أن أنحنّي وأُقبل قدميك كبريائك دوماً يمنعني عنك ،ولكنّي رغم هذا مازلتُ متلهفة لأن آحضنك لأن تكون قريباً من صدري ، أبي رغم الحواجز والألم ، رغم البُعد والعذاب والوجع ، ( أُحبك يا أبي )
للتقييم، فضلا تسجيل   دخول
 0  0  589

التعليقات ( 0 )