• ×

قائمة

Rss قاريء

أراد الله بي ، خيرا

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
نبراس-نورة الغانمي- جدة 

وأراد الله أن أكون مُختلفة حتى في أُمومتي ، إن الله يعرف غزير عاطفتي ، يعرف ُ عميق صبري وثباتي وإيماني الدائم أن وراء كل إبتلاء طعمٌ حلو ، وراء كل جرحٍ شفاء ، أراد الله أن يزرع فيني الحياة ويُنبت فوق ثغري سُكر ، إن الإبتلاء يأتي بقدر إيمانك ، بقدر ثبات قلبك رغم الميل الذي تسيرُ عليه ، شعرتُ بشيءٍ ما في داخلي يتفرج كينبوع ماءٍ يجري من بين الحجارة ، شعرتُ بطمأنينة زاهدٍ يبكي خشية في جوف ليل ، شعرتُ بشيءٍ غريب يشدنّي نحو شيءٍ مجهولٍ وغريب ، كانت رؤية صادقة نورٌ آنبثق في ليلةٍ معتمة يخبرني الله فيها أني سأرتقي قليلاً ، سأصنعُ شيئاً مختلفاً سأكون أُماً لطفلة مُعاقة لا تفهم لا تُشير إلى موضعِ ألم ، تشعر بالغربة بالضياع ، بالخوف لأولٍ وهلة نظرتُ فيها إليها كان شعوري بارداً لم آنطق بأية. كلمة غير أن براكين الحروف في داخلي تتصارع ، هل حقاً سأكون أنا ؟ هل سأستطيع مساندتها وحمايتها ؟ هل ستقول لي في يومٍ ما ، ماما !!
عشتُ في دوامة من الآفكار والحيرة لم تنم هي فلقد كان حضني بارداً ، وشدةُ يدي على يديها غريبة ، موجعة ، آكتئبت وانزويت على ذاتي لم يكن عندي إدراك وفهمٌ للأمور كنت أسير تائهة لا اعرف كيف آتصرف وإلى من ألجا ، كان قلبي يرتجف خوفاً وكانت أطرافي ترتعد ضُعفاً حيثُ أني لا ادري إلى أين سأمضي ،

في ليلة كنت ُ وحيدة اشعر بالخوف وهي تبكي بصوتٍ مرتفع كنت أتجاهل صراخها المستمر جاهلة كيف اتصرف معها فهي أول طفلة ٌ لي ، أغمضت عيني وآخذت افكر ماذا لو شددتها لصدري هل ستهدأ ، أم ستشعر بأن حضني بارد ممل ومُتعب ، ربما إعتادت حضن أُمها ولن تتقبلني شعورالرفض يُوجعني ، يكسرني ، تجرأت وجعلت يدي وسادةٌ لراسها قبلتها قُبلة جافة من المشاعر ، آقتربتُ منها قليلاً وقبلتها لعلي آشعر بشيءٍ ما في داخلي يتحرك ، آقتربتُ آكثر منها والتصق رأسها بصدري نظرتُ إلى عينيها الصغيرتين وجسدها النحيل المرتجف لممتها إلى حضني وبدأت آشعر بآنفاسها ، بدفئ كفيها الصغيرتين ، بكيت ُ من قلب لما أنا بالذات أُصبح أُماً لطفلة مُعاقة ، لما أنا أُعاني وآتعذب مالذنب الذي يعاقبني الله عليه ، أنها هداية وبشارة ونور ، إنها رحمة الله لي في الآرض ، إن الله جعل بين يدي نهرٌ جاري من الحسنات ، إنه يُحبني حين جعلني أُماً لها أُغذيها ، أهتم لأمرها أُقبلها وأراها تكبر أمامي ويدي تساندها ، شعور الفخر بعد الوجع حلو ، شعور الآنتصار بعد الضعف رائع ، شعور أنك صنعت معروفاًلشخصٍ عاجز تعجز عن وصفه الكلمات ، وشعور ان الله وهبك ضعيفاً لتقوى به ، لتُحارب الحياة من آجله يفوق الوصف ،
للتقييم، فضلا تسجيل   دخول
 0  0  546

التعليقات ( 0 )