• ×

قائمة

Rss قاريء

قُصّت أجنحة حُلمي

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
نبراس-أسرار مدخلي - جازان. 

و تلك القبلة التي وُضعت على جبيني ، أجمعت مراحل العمر بداخلي .
شعرتُ حينها أنني طفلة صغيرة و فتاة مُراهقة و إمرأة ناضجة
و عجوز مسنًة ...
كانت قبْلة تختصر قصة حب ، لستُ متأكدة أنها بحُب لكنني كنتُ أعيش بزمنٍ مختلف و كنتُ أُصدّق جميع الأكاذيب و أعيشها بسعادة مُتواضعة ..
و على إثر تلك القبلة كنتُ أرسمُ حُلماً لطيفاً ؛ لكن سبقهُ الفراق و قُصّت أجنحة حُلمي الطائر ، و سقطَ طريحاً جريحاً دون مُنقذ ...
حين يُقبّل جبيني أغمضُ عيني و أستشعر ، نبضات قلبي ليست مجرد نبضات ، و إنما إحتفالاً مُزعج يضجُّ بقرع الطبول و ضوضاء المعزوفات...
كان شعورٌ يشبهُ فرحةُ صحراءٍ قاحلة بمطرٍ غزير ، أو كسعادةِ طفلٍ تائهٍ ضائع وجد عائلته بعد وقتٍ طويل ...
لم أكن أدري بأنهُ يرتدي قناعاً على وجهه الحقيقي ، فقد عشقتُ وجههُ المزيّف ، ظننتُ أنهُ بريئاً و مُخلصاً لكن كُشف قناعهُ في وقتٍ فارغ بدون إنذارٍ مُسبق ، فأثار صدمتي ...
أوصلوا لهُ سلامي وتحياتي ، و أخبروه أنني نسيتهُ تماماً
لكنني أنتكس أحياناً ! و أعود إلى الماضي الرمادي .
فلا هو أبيضٌ مُخلص ، و لا أسودٌ مُخيف ..
أعود إلى ذكريات تستعصي الطلوع من رأسي ، كهالات عيناه و عروق يداه و ضحكته ، و أشياء كثيرة تأبى الفرار مني رغم جزعي و ضجري من بقائها ...
كان من المستحيلات أن أنسى ، و كنتُ أعاني كي أخرجهُ من قلبي
و أضربُ رأسي بالجدار بكل ملل و يأس كي يخرجُ من عقلي ...
كان شعور بشعاً جداً ..
بذلت مجهوداً شاقاً كي لا أتقدم نحوه ، لكن الحب في صدري أرغمني على القدوم إليه بجرف مجنون ، كنتُ أمتنع عنهُ بالرغم من رغبتي الشديدة بإحتوائه ...
لكنني ضعفت ، و اندفعتُ بكل طيش !
اندفعت و لم أتركُ شيئاً لي ، أقبلتُ عليه بكل قوتي و بكل مشاعري ...
فأحببتهُ بإسراف و نسيتُ نفسي !
و ها أنا الأن أدفع الثمن ...
و لا يمكن أبداً أن أرسم حُلماً مُستقبلياً فيأتي الفراق قبل تحقْقه ...
لن يتكرر غبائي ، و الذي قد مضى من عمري سيُنسى .

إلى الأن و أنا أناضل كي أنزع بقايا ضحكات مُترسبة على ذاكرتي .
و أجهدُ نفسي كي لا يقتحم أحرفي أي كائنٍ كان ، تارةٌ اثق تماماً أنني إجتزتُ كل شيء ، و تارةٌ أخرى أتأمل بحيرة لماذا أمارس الكتابة بمضمون يدور حوله..
للتقييم، فضلا تسجيل   دخول
 0  0  481

التعليقات ( 0 )