الأشياء المألوفة لم تعد تجذبني إطلاقاً ، كالإبتسامات ، الورود الحمراء ، الدموع و الليل .
كلها أصبحت مستعارة لكي تخفي أشباح بشرية .
أعجزُ عن وصف المخلوقات الغريبة المتجسّدة في أرواح الناس .
هناك من يبتسم للقائك بكل شوق ، و في خلفك يشتم الزمن الذي رآك فيه ..
و هناك من يُقدم لك وردةً حمراء و بملامحٍ تربكُ الأرض من صدقها و لأنهم عبّروا أنها تعني الحب ، ثم في نفس الوقت يشتري وردةً أخرى لشخص آخر ..
و منهم من يُجيد التمثيل بكل براعة ، و تسقط مدامعهُ بكل لطافة ؛ و كأنه لم يذنب في حقك أبداً ...
و هناك من يستغل هدوء الليل و روعته و سكونه كي يسير من منزلٍ لمنزل آخر ، و يخلق أحداثٌ من رأسه كي يُبهر العالم بقمة سخافته بالنهب في أخلاق الغير ...
مخلوقات يتنافسون في القيل و القال ، يُبدعون في الإفتراء و كأن الحياة كلها لهم ، و لا يعلمون أن الدنيا ستدور بمكرهم ...
" إحذروا من القلوب الطيبة فقد تكون فخّاً و أنتم لا تعلمون "
لا عجبْ! فهناك من تُكثر من القسم و الحلف و هي كاذبة ؛ ألم تخاف الله ؟! لا عجبَ أيضاً! فهناك من تعبث بمستقبل الناس بلا ضمير ..
كيف نستطيع تشخيص هؤلاء ؟ هل هو داءً نفسياً أم جريمة ؟ أم أن عقولهم وقفت على سن الطفولة و لم يستطيعوا أن يجتازوا ضعف شخصيتهم ، و هم للأسف لا يدركون أن عقولهم تحتاج لسنين طويلة كي تكبر و تتجانس مع أشكالهم الفخمة ..
و مع الأسف الشديد يظنون أنهم شخصيات تاريخية راقية جداً ، آه "إنهم يمارسون مقلباً بصنع أيديهم " ..
فأصبحوا مثلاً للإنحطاط الخُلقي ..