يوم دعاني هذا العالم للخضوع والإنسحاب، تسلقت الى الحرية وبدأت محاولاتي للإنقلاب على الواقع تعلقت بحبال الخيال كنت شبه ناجية من الموت أو غريقة في بحر الأحلام كنت أحاول بكل ما لدي من قوة لأنتهي من هذا العالم المليء بالضجيج لم تكن لدي القدرة على تحمل إضطراب افكاري وفوضى هذه الحياة وأول محاولاتي للتسلل إلى عالم الرسم وخوض معركة من الهدوء الخارجي و الضَوْضَاء العارمة بصدري نزفت فيض مشاعري تشابهي وأضدادي أمسكتُ بالفرشاة لأخلط بين الواقع وغضبي بين سقف أحلامي وأجنحة إِبْتِئَاسي المنكسرة أصبحُ برفقة هذه الفرشاة الضعيفة فريقًا نتحد ضد بياض اللوحة الباقعةِ أمامي في إنتظار قدرها لا حول ولا قوة لها في أن تفرض إختيارها فهي مسالمة صامتة لكنها تثيرُ جنوني وتخرج مني رسامًا جشع يريد قتلها بالألوان كما تعتقد بينما مخيلتي لطيفة تطلب أن تزهرها بالألوان لتطغى في كامل أنوثتها وتخفي البياض الذي لم يعد له وجود في هذه الدنيا المتقلبة
فها أنتي لوحتي شككتي في نواييا وخدشتني فلم يكن مني إلا أن أصورك وأزخرف جمالك بالحروف لتشبعي كبريائك وتملئيني بالغرور المماثل في تحويل كوكب الأرض الأحادي إلى عالم من الألوان..