لكُل منا أفكار ولكننا نُجمدُها ولن تبقى طويلًا لكي نتجاهلُها أو حتى نحتفظ بها عند الحاجةِ إليها لذلك فل نُقدرها قليلًا وتُكتب على ورق ، فالورق حافظًا للأسرار دائمًا ووفيّ لما يدور في الصدور والعقول، الورق كاتمٌ للعبرات ومُصغي لهتفات النفوس عميق ببياضه ومُشهيّ بصفائِه ، لذةٌ لا جديرَ بها سِوى الكاتب المرهف الذي تتلون خرائطُ ذهنه عند الإمساك بالقلم ، الذي لا يخدُش سِوى أوراقهِ ، الغني بكلماته والفقير بلسانه ، أنّ تتمكن من كتم المشاعر لتذرِفُها على أوراقك هذا يعني بأنك أصبحت عالمًا لا يليق سِوى بذاته ..
أنا بكَ وعليكَ ومنكَ أخاف وفيكَ كُل مخاوف هذه الحياة أخاف الغدر والخيانة وأخافُ التبرير لتصرفاتي مُستقبلًا فلقد بدأت بالإنعزال والإستقرار وحدي بغرفتي وأوراقي وتجمعت أفكاري وصاغت أحلامي نفسُها على دفاتري لملمت شتاتً عجزت السنوات عن خيطه وأصبح حُزني ساعدي الأيمن لإكمال قصيدتي، فأنا منذُ خُلقت والرفاهية تغمرُني وسئمتهُا لأن فيهِا دلالًا وغطرسة وبذلك لن أتمكن من العيش كما وددت ، أُريد أنّ اعيش حياة الفقراء والبُسطاء لا البذخ والكبرياء ، أُريد السلام أنّ يعم هؤلاء الذين قتلتهم الحروب وفرقة شملهم وبعثرت أحلامهم وإلى الآن لم يجدوها ، أُريد التساوي بين كُل البشر أنّ تُحب لك المجد دائمًا فهذه هي الأنانية القاتلة وأنّ تُفضل الفوز لك وعليك هذه هي روح الإنسان السامية ، كُن أنتّ وذاك على نفس الطريق كي لا تسقط يومًا ..