كل هذا العالم كان صغير بالنسبة لنا
أدرنا له ظهرنا وغمرنا بلهفة العاشقين
أفلتنا كل ما هو حولنا وتغاضينا عن ضجيج الأقربين
طرنا نحلق فوق ديارنا بلا غريب ولا رفيق
أنا وأنت وحدنا وهذا البدر المنير
طرزنا السماء بنجومنا
وسرنا معًا في الطريق
وأنا معك أصبحنا بملامحٍ واحده
شاطرتُك نصف ضحكاتكَ
وكُنت وسادتك في اِبْتِهاجك وأحزانِك
كنا نسندُ بعضنا بكتفٍ واحده
إن لم تكن تعلم فإنني أُحبك
بسعة هذا الكون كله
وضيق نفوس البشر فيه
لم أكن لأُرخي يدي عنك
لم يكن ذنبي أنني فيك هِمت
عميقةٌ هي عواطفي نحوك
سخية كريمةً بحبي
أنتبه لأدق تفاصيلك
من تقوس حاجبيك إلى نظراتك الحاده
لا شيء فيك يشبهني ألذلك كنت تجذبني ؟
أم أن عذاب عِشقك يستهويني
في يومٍ تمنيت لو أنّ نوافذنا متجاورة
وأسرق النظر لخطوط حياتك المتعجرفة
أن أخوض رحلةً من الولع وأكتنف حول مدارك
أعتزل العالم أجمع وأنفرد بقهوتي
على شرفةٍ تطل عليك
وعصافيرٌ تغرد لنا بشذى صوتها
حلمت لو أنّ الدنيا مسخرةٌ لنا
وأزهارُها تفتحت لتزفُنا
لكن سرعان ما نفضت الوقائعُ غبارها
وتلاشت الأحلام في رياحها
ولم يعد هنالك
أنا وأنت.