وثارت تلك البراكين حتى كادت من شدة ثورانها أن تمحي كلَ شيءٍ*أمامها ..واصبحت حممها نارٌ تتأجج بلا توقف ..
هكذا الفؤادُ حين أُحرِق وحين أصبح ناراً مشتعلةً علا بها دُخانُها إلى سماءِ روحها ..فجنى من ذلك اختناق الأنفاسِ بين جنبيها ..
لم يكن سوى رماداً في النهايةِ قد غادرالدنيا إلى السماء وبين ذراتِ هوائها.
حين يموتُ كلُ شيء وحين يرحل وينتزعُ نبضٌ بل وريدٌ ونحن نصرخ من شدة الألم والوجع وليس لأجسادنا الحريةَ في امتلاكِ احساسها...ونظل نصرخ بصمت ونستنجدُ بصمت
ونتأوهـُ بحرقةٍ تصمتُ لها مسامعنا..
أتدرون أين هي الدمعةُ من مقلتيها ؟..هل كانت للدموعِ أن تبقى بدونِ ألم أم كان للألمِ أن يبقى بلا دموع ٍ تلازمه..
بئساً للحروفِ حينَ لاتجد نفسها بين السطور إلاَّ وهي محترقةٌ كالسواد..وبئساً للحروف حين تبقينا آسراءَ بعيداً عن هذا اللسان في نطقه.
روحٌ موطنها غربة..ومشاعرٌ مدينتها أشباح...وحروفٌ طُرقها متعثرةٌ بلا ضوءٍ تلتمسه اسطرها..
إن قلتُ كفى وكفى فما هي نهايتها أو هل كان يوماً للسجينِ أن يقولَ لسجّانهِ أخرجني من هذا الأسرْ.؟!..أم كان لهُ حُكمٌ عليه.
ضاعت قلوب وتاهت مشاعر وأُ سِرتْ أرواح فلا هذا ولا ذاك بقيا على قيدِ الحياة...كالأشباحِ والأظلال بين تلك الأرواح ..فقط هي اشباهُ إنسان ..كان فعلاً يستحقُ أن يكون إنسان*
أن يكونَ وطناً*لاغربة..أن يكونَ نبضاً حانياً لا ألماً موجعاً ...
تبدلتْ المعاني وغابت بين الشعورِ واللاشعور ..وأصبحت هي فقط اسماءٌ بلا روحٍ ولا وجود...
لتعلن في النهايةِ انكسارات لجسدٍ وروح ..ورحيلُ دمعٍ ودم من ذاك الوريد وتلك المقلتين .
نزفُ دم اتبعه نزفُ دمع انهارت على مرآة دموع الألم بلا عودة...بلا عودة...بلا عودة...