كيف لهذا الشيء أن يجمع كل ما لا أستطيع قوله !
هل هذهِ آلةٍ أم قلباً مملوءً بالحزن ؟
آلةٌ مزّقت ستاري و كشفت عن عتابي و كل حنيني ، وعن وجعي و سقمي ، و شوقي الذي أطال عمري .
بكاء عيني التي حوّلت خدي لمجرى لا يجف ، قلبي الذي يستهوي الوضوح لكنهُ جبانٌ أمام واقع عيناك ، و طهْري الذي أصابهُ الكساد من فتك اللسان .
أجدني مفصّلةٌ في هذه الآلة الناطقة ، أجدُ أسراري تُصبح أخباراً علنه ، ماهذا الحزن الذي بداخل هذا الجماد ؟ حتى لو العازف سعيداً لن تبتسم ، حتى لو العازفُ يعزف مقطوعةٌ مرحة ؛ ستبكي في النهاية على المسرح الكبير و أمام جمهورٍ عتيق .
أنا مُخْتصرة بتفاصيلي الدقيقة ، مكنون مقطوعة حزنٍ من هذه الآلة الإنسانية .
عتابي الصامد و حنيني الخامد ، و شوقي في ليلي البارد ، و دموعي المكفّنة على وسادتي ، أجدها تبوحها آلةٍ عمرها قرون ، و انا لا أزال في العشرين من عمري ..