أمي جدلي شعري وأحكِي لي كيف أن الوطن كان فوق كل شيء كان لا يُباع ولا يُشترى كيف أن الطفل كبُر على حب الوطن لا يخون أرضه ولا يتكلم عن عرضه،
أحكِي لي يا أمي كيف أن نفوس البشر تغيرت وأصبح في عيون الكل طمع وشجع والحرام أصبح حلال وعذرنا أننا نجاري (الموضة) ،
أحكي لي هل اِحتجتم يوماً أن تسبدلوا حقل ياسمين بحقل رصاص وبارود !
هل اِحتجتم أن تعلموا أطفالكم الصمت وتخوفوهم من كلمة حق لأنها ستؤدي بهم إلى الهلاك !
واسيني خففي عني هل كان إختلاف الرأي ووجهات النظر نيران تنتشر داخل المجتمع ،والعنصرية والطائفية تتحول لعداوة وخصومة من غير سبب!
هل كانت أُسس الإحترام تٌقدم بِمقياس المال وأن فلان من قبيلة (معينة) أم أن الإحترام في زمنكم كان على مقياس أفعال الشخص وحكمته في تخطي الأمور؟
وهل كان زمنكم الحب رغبة جنسية أم شعور صادق يخرج من عمق صدوركم "والوعد كالرعد والإيفاء به كالمطر"
أمي لا أدري هل الزمن واحد ونحن الذين تبدلنا وأفكارنا المنفتحة هدمت الوقت وغيرت حال هذا الزمن؟
آه أمي آه جدلي شعري ورثِي حال زماننا أدعي لنا فَدعوات الأمهات مستجابة
فربما…ربما يأتي يومًا يعود الزمن القديم بِالنفوس القديمة ونعيش الحب والأمان من غير فساد كما عِيشتم أنتم .