رزقني الله بطفلة لم تكن إبنتي ولكن شعرتُ بها وكأنها قطعةً مني ، لمستُ ضعفها وزادني شغفاً بها ، تنامُ في حضني تعشق رائحة حناني نور عينيها أنا وطمأنينتها صدري ، شاء القدر أن أكون أُماً لأول مرة لطفلة معاقة لا تُجيد صيغ المفردات ولا تُجيد التحدث لكنها تشعر بي أعمق .
وهبني الله وآكرمني نعم إنه لكرمٌ عظيم أن يختارك الله من بين خلقه ليبتليك في صبرك في قوتك في تحملك ، كيف لي أن أعطف على طفلة غريبة تركتها أُمها وحيده خذلتها وخذلت قلة حيلتها إنه الآبتلاء وربما الآنتصار لهذا الكائن الضعيف من أُمٍ أنانية لم تفكر إلا بمصالحها كيف تلبس ؟وتقضي جلسات بين الصحبة والأهل؟ لا تستطيع مجاراة صُراخها الدائم ، نومها المتقطع ، تصلب آطرافها أن تسهر على وجعها لم تكن تُدرك أن هذه الطفلة هبة ونعمة عظيمة ؟ كيف يجوز لنا صرف إسمٍ مُستعارٍ لها لم تشعر به يوماً منها هي من تركت وآنساقت بكامل ِ إرادتها نحو فتن الدنيا وملذاتها ..
حبيبتي لم اشعر ولو ليوم أنها غريبةً عني أو أن ضعفها يُرهقني في كل جلسة علاج كنت أستمد الأمل من ربي في كل وجع كنت أضمها لصدري كنت آقول أنها الطريق الوحيد للجنة ، أن الله يُحبني إذ آختارني أُما ً لطفلة لم تكن إبنتي ..