سأفاجئك بالحقيقة بعد أن كنتُ سفيرةً للخيالِ والحُلُمْ !
أودّ اللجوءَ إلى كوكبٍ من الكذب، كوكبٌ يحمل بداخله كلامٌ كثير ، وعودٌ من هراء، أودّ الغرق في بحرٍ من المواساه لأنّ الخيال لمْ يعدْ يرضيني!
لكمْ كنتُ أتخيلُ وأتخيلُ حتّى إذا ما طار خيالي بجناحيه اصطدم بالواقع فهوى في سورٍ لا مخرج له!
لكمْ صنعتُ عالماً في مخيلتي كانتْ رايته اسمي، كان يلوّح لي الجميع فيه بالانتصار إلا نفسي!
فهي تعلمُ بصعوبة هذه المعركة وأنها لن تنتهي إلا بالموت!
لقدْ أبغضتُ خيالي وأبغضتُ سعةَ عالمي الذي لم أضع له حداً يليقُ بالواقع!
مخطئٌ من أخبرك يا صديقي بأنّ الخيال هو المخرج لنا من كلّ ضيق!
أتدري لم؟ لأننا سنعلو كثيراً بخيالنا، سننال مرادنا فيه، سنقترب فيه ممن نحبّ ، سنبتسم ونفرح ونشعر بنشوة الانتصار
ثمّ إنّك ستعود لواقعك فتراك ضعيفاً لا حيلةَ لك للانتصار!!
ستشعر بخيبة أمل و كأنك لمْ تكن من قبل إنسانا!
ستودّ لو أنّك لحظةً لم تتخيل قطّ لأن حيلتك ليس بوسعها فعل شيء!
إنك يا قارئي موجودٌ في وسط سيناريو مزدحمٍ بالمتاعب أعدّ كاتبه خطوط سيره وأحكم نهايته لذلك لا تجهد نفسك بالتغيير!
إنّ كل شيءٍ قد أُعدّ له منذ زمن ، منذ زمنٍ بعيد
لقد كنتَ نائماً داخل أحشاء والدتك ولم تنتبه للقلمِ حينما كان يكتبُ أقدارك لذلك لا تجاهد بالمحاربة الفاشلة!
ستحيا كما أنتْ، دون تغييرٍ من ملك و لا وزير!
ستبقى بطل الفلمِ الذي حكم عليه الكاتب بقصةٍ ونهايةٍ لمْ يكن با اختياركَ التمثيلُ فيها!!
كن ممثلاً محترفاً في فلمك الذي صنعته لك الحياه وسط ظروفك القاهرة ، ابْكِ كثيراً ولكن لا تتخيل كثيراً لأنك إذا اعتقدت بأنّ الخيال ملجأ من كل ضيق فأنت ماكر في زعامة القوّة!