• ×

قائمة

Rss قاريء

مؤامرة الذكريات

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
نبراس-عزيزة عبد القادر - مكة المكرمة 

قبل رحيلهم ، خلعتُ ذكرياتِهم ، قذفتها من ذاكرتي، رميتُهم بها من الخلف حينما ولوا ظهورهم مدبرين
،
عادت إليّ مرة أخرى، ألقيت بها بعيدًا، ظَّلت تلاحقني، تنكرت لها وعرفتني هي الأخرى ، في الحقيقة تنكرت لنفسي فقط ، أنا التي لم أعرفني سوى بمطاردة الذكريات لي..
تُلاحقني ، تحشرني في زاوية ضيقة، تدهس عليّ ، وكأنها تُريد أن تتخلص مني وتستعدُ لقتلي
وقبل أن ألفظ الرمق الأخير من أنفاسي تسألنِي :
-هل ما زلتِ تُريدين التخلص مِنا ؟

أُجيبهم وأنا أكاد أجزم بأنني أرى الموت أمام عيني :
-نعم نعم، أريد التخلص منكم بأيّ ثمن .

ترد عليّ مرة أخرى :
-إذن هذا هو الثمن، حياتك هي الثمن، فموتك راحةٌ لكِ ولنا ، لن نضطر بعد ذلك للبقاء في مكانٍ لا يُرحَبُ بنا فيه، بعد الآن لن نضطر أبدًا لفعل ذلك ،

أنتِ أيضا سترتاحين منا سنُجهزُ عليكِ ، والآن ستودعين هذه الحياة لتنتقلي للحياة الآخرى..
ستموتين قبل شروق الشمس، سيشهد القمر موتك،
ستشهد النجوم،
ظلام الليل أيضا سيشهد ذلك ،
جدران المنزل ستشهد على موتك ،
لن يفتقدك البيت لأنك ستظلين فيه،
سيحتضن القبؤ جثمانك، سيشهد كل شيء لك إلا نحن!
- تسألُني إحدى الذكريات مرة آخرى بعد أن رأتني في حالة توجس مما هو قادِم، أخاف تكرار موقفٍ قديم وقد كنت مرهقة من التفكير حينما قالت لي :
- ألهذه الدرجة نحن نرهق جسدك ؟
- نعم، وأمثر من ذلك بكثير، أنتم تُرهِقونني كثيرًا.
ردت قائلة :
- إذن لماذا عِشتِ تلك اللحظات مع أولئك الأشخاص إن كنتِ لا تُريدين تذكرها ؟
أرد عليها وقد أرهقني التعب :
- لأنني لم أكن أعلم أنكم تفعلون كل ذلك، لم أكن أعلم، لو كنت أعلم لما أدخلْتُ نفسي في معمعةٍ كهذه ، لا أخرج منها خاسرة خائبة،
أحمل خيباتي المتراكِمة فوق ظهري.

#ذكريات_خالدة٢٠١٦
للتقييم، فضلا تسجيل   دخول
 0  0  540

التعليقات ( 0 )