لطيفٌ ومؤلمٌ أن ترى عاشقين أحدُهما زُرِعت في قلبهِ أشجارُ الزيتون كالذّهبِ والآخرُ ينبتُ على ثغره الياسمين من الحُسن ... يُقبّلان حُبهُما المُستدام رُغم الدّمار وكِثرة الرُكام ، ويتشبثان ببعضِهما تحت أزقّةٍ يُهدِّدُها الإنهيار ، ترى الأعيُون كالنرجِسِ الأبيض يتوسّدُها حبٌّ صافي كالطِّفل في حِجر أُمّه ، رُغم أنهُما يتقهقران يواسيانِ بعضهُما بعضاً وكُلُّ يُربّتُ على كتِف الآخر ويغدِقُ عليه حُباً من قلبه المُناضل في وجه تلك المدافع ، لم أرى قط عِشقاً صادِقاً كعشقهما ، يسقُطان معاً و يقفان معاً بقوة ، وكُلّ مِنهُما مُمسِكٌ بيد الآخر ويُثبِّتان أقدامُهما في الأرض كالرواسي العِظام أمام أسلِحة الإحتلال ، وكِلاهُما يركُض خلف ذلك الوعد القريب ، مُستبشِراً بالرجوع المجيد !!
إنهُما فلسطين وسوريّا ...