ستتمننُ عليك الأيّام بأنها حققت لك كل شي!
ستتمنى كل شيءً فتناله، ستتمنى المال والثراء وتُحصّله ستتمنى التنقل بين أرجاء العالم ومحبّة الكثيلك فتنال ما وددت، ثم إنك ستحبّ وتعشق لكنّك هنا لن تنال كل مرادك وإن كانت أموالك تزن الجبال !!
لقد بحثتُ عن بائع الحظوظِ ووجدته خلف داري ساكناً، أقبلتُ عليه وكلّي وهنٌ من ضعفي الذي لم أُظهره لأحدٍ من المخلوقات، أخبرته عن حلمي ومرادي الذي وددته وسيظلّ مراداً واحداً لن أعبأ إلا لأجله
كان البائع مرتدياً قناعاً أبيضاً، كان مموجاً ما بين زجاج وماء كان شكله مثيراً وكأنه بالفعل سيجلب لي حظّي المنتظر!
رجوته أن يساعدني لأنال مرادي فأخبرني بأنني سأناله عمّا قريب، مدّ لي يداه ورفع كرةً زجاجية بداخلها رأيتُ حلمي اقتربت لآخذها فأعاقني شيءٌ ما لا يُرى!
أنزل كرته الزجاجية من الهواءِ ووضعها بكفّي وقال : هنا حلمك ، هنا مرادك بداخل هذه الكرة الزجاجية ستجدين ما كنتِ تضعفين لأجله خلف ستائر تكبرّك أمام الجميع!
أخذتُ الكُرة منه ومضيتُ فرحةً بحصولي على أوّل الطّريق، كنت أصوبّها أمام عيني وروحي فرحةً كملاكٍ سكن الغمام ، لم أكمل القليل في طريقي حتّى تساقطت قطراتُ مطرٍ على خديّ وجهتُ ناظري نحو السماءِ فوجدّتها مشمسةً لا غيم بها!
إنّها كرةُ الحلمِ يا قارئي، لم تكن كرةً زجاجيةً تحتفظُ بأحلامنا داخلها، لقد كان البائعُ كاذباً أهداني وعدهُ في كرةٍ من الماء!
لقد سالَ الماءُ واختفتِ الكرة المثيرة للجمال!
كانتْ تحملُ أحلاماً بداخلها وهبت روحي لها حتّى أنالها!
جميعُ تجار الحظوظ كاذبون، جميع الزائرون مغفلّون
الحبّ والحظّ اثنين لا يمكن شرائهم يا سادة!
ولو ملكتَ مفاتيح قارون وجبروت عاد لن تستطع تحقيق مرادك إن لم يساندك أحد السلعتين هاتين!
لقد اقتنيتُ سلعةً وبقيتِ الأخرى أيا ليتكِ تشترين لااشتريتك بثمنٍ عال وإن كان آخر يومٍ لي في هذه الحياة!