أما كُنت أنت ذاتَك يا سائلًا عني !
وتخشى الحزُن عني عيني !
وتهوى مايكنُّه حرفي !
وتنصفُ حيرة عقلي وقلبي !
وبين غزلي وزلّة قولي !
أتمحوْ كل هذا ؟ وتجدُب أثري ؟
أتتغاضى عن ضيْقي وشكوَتي ؟
" أيا هذا أيا هذا !"
قُل لي ما الذي دهاكَ !
أبقلبي لا ترحمُ ؟
وبشوْقي لا ترأفُ ؟
أهذا ما قد لي تكنّهُ ؟
والعشقُ الذي لي تجمعهُ ؟
أترميَ عتبي ولوْمي ؟
أتحرقني في وسط مُقلتي ؟
تُجابهني في أخرُ اللّيلِ
تُناديني بأدنى صوتٍ
ولهفتي تتلاشئ ببطءٍ
أسمعُ ندائَك من بعيدٍ
لا شيءٌ يُحرك ساكني
ولا صوتٌ منكَ يؤثرُ بي
أطفأت الشّوقُ في صدري
و محوْتُ تساؤلاً لست بهِ تُبالي
أغرقتني بفيضانُ الدمعِ
وكل يوم من جديد
أهتفُ لقلبي لا تُعاني
فـ إن الظلام ُسيرويه ضوءُ عيْني
وأنّ المُر سيمر يومًا يا جُرحي.