تشير دراسة جديدة إلى أن التوقف عن تناول العقاقير المخفضة للكولسترول، بسبب آلام في العضلات أو في المعدة، يمكن أن يمثل خطرا على المدى الطويل.
توصل باحثون إلى أن المرضى الذين يتوقفون عن تناول العقاقير المخفضة للكولسترول، بسبب أعراض جانبية تزيد لديهم على الأرجح نسبة الوفاة أو الإصابة بأزمة قلبية، أو التعرض لجلطة على مدار السنوات الأربع التالية مقارنة مع المنتظمين في تناول هذه العقاقير.
وقالت المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، إن مثل هذه العقاقير تعمل على تثبيط قدرة الكبد على إنتاج الكولسترول، كما تساعده أيضا على التخلص من الدهون الموجودة في الدم.
ويصف الأطباء في أنحاء العالم هذه العقاقير لمرضى القلب. وإضافة لذلك توصي بها أيضا فرقة الخدمات الوقائية الأميركية لمن تتراوح أعمارهم بين 40 و75 عاما، وليس لهم سجل مرضي مع القلب أو لديهم عامل واحد أو أكثر من العوامل المؤدية للإصابة بالقلب، أو تكون نسبة الإصابة المحتملة بالقلب أو بجلطة خلال عشر سنوات عشرة في المئة على الأقل.
وكتب الطبيب ألكسندر تورشين من مستشفى بريغهام آند ويمنز وزملاؤه في دورية (حوليات الطب الباطني)، أنه رغم الأدلة الهائلة على أهمية العقاقير المخفضة للكولسترول، إلا أن ما بين ربع ونصف المرضى يتوقفون عن تناولها في غضون ما بين ستة أشهر وعام.
وحلل الباحثون بيانات جمعوها من مستشفيين في بوسطن في الفترة من عام 2000 حتى عام 2011، لمعرفة ما إذا كان الناس الذين يستمرون في تناول هذه العقاقير، بمن فيهم من يتناولون دواء مختلفا أو يقللون الجرعة، تتحسن حالتهم عمن يتوقفون عن استخدامها.
وخلال هذه الفترة جرى علاج أكثر من 200 ألف بالغ بالعقاقير المخفضة للكولسترول، وأبلغ نحو 45 ألفا عن أعراض جانبية يعتقدون أنها ربما ترتبط بالعقاقير خاصة آلام العضلات والمعدة.
ومن بين 45 ألف حالة ركز الباحثون على 28266 شخصا. استمر معظمهم، 19989 شخصا، في تناول العقاقير المخفضة للكولسترول مع استمرار نحو نصف الحالات في تناول نفس الدواء.
وبعد نحو أربع سنوات من الإبلاغ عن الأعراض الجانبية توفي 3677 مريضا أو أصيبوا بأزمة قلبية أو جلطة.
ومن بين من استمروا في تناول العقاقير توفي 12.2 في المئة من هذه المجموعة، مقارنة مع 13.9 في المئة ممن توقفوا عن تناولها بعد التعرض لعرض جانبي محتمل.
وفي المجمل توصل الباحثون إلى أن المرضى الذين توقفوا عن تناول العقاقير بعد أعراض جانبية محتملة زادت احتمالات وفاتهم أو إصابتهم بأزمة قلبية أو جلطة بنسبة 13 في المئة، مقارنة مع من استمروا في تناول الدواء.