• ×

قائمة

Rss قاريء

إبقوا كما أنتم

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
نبراس-سلمى حميس - الجزائر 

في حياتنا نصادف الكثير من الأشخاص ، المشاكل، و المطبات التي تسقطنا في حفر عميقة و أليمة من الصعب حتى النظر إلى الأعلى و إلى النور من جديد ، و لكن هناك من لا يعطيها أهمية. يقف دائما على رجليه ليواجهها بلا ملل أو تعب ، لأنه يثق بنفسه أكثر من غيره، و قد لا يثق بهم من الأساس. فليست كل الأيادي متوضأة ،و ليست كل القلوب تنبض بطهر. هناك من يمكن أن نسميهم أفاعي سامة، تنشر سمها في كل جسم تتعرف عليه، أو تمر به، من المحزن أن نتلقى طعنات خيانة من أعز الناس لدينا ،من كنا نضع فيهم ثقة عمياء ،فإختاروا على أن يصوبوك بسهام الحقد لتنشطر إلى نصفين. لا ندري لما يفعلون بنا هكذا رغم كل تلك الطيبة التي عاملناهم بها، و رغم ما قدمناه من حب و حنان لهم ، أهذا ذنبنا لأننا طيبون ؟ من المؤسف في هذا الزمان على أن تكون طيبا ،تريد هذه الحياة أن توسخك بخبثهم لتصبح منهم ،يحاولون تطبيق حكمة تقول على أنه من المستحيل أن يحاول المرء محاربة الوحوش و لا يصبح منهم، يجربون المستحيل ليرموا تلك البسمة المرسومة على وجهك، لتتبدل بحزن عميق لا يشعر به أحد إلا أنت ، تحس بأنك كنت أبله و سخيف لدرجة أنهم إستطاعوا خيانتك بهذه السهولة .و ما يزيدك حزنا أنه لا يشعر بإختناقك الشديد غيرك أنت رغم أنك كنت و مازلت تشارك الجميع بأحزانهم، بوجعهم. يؤلمك رغم ما فعلوه لك أنك تحن إليهم، تتمنى لو يرجعون لك لتسامحهم، تتألم لفراقهم، و تبكي عليهم دما عوض الدموع، التي تتهاطل من القلب قبل العين ،كيف لأناس طيببين أن يبقو هكذا بعد كل الجروح التي تعرضوا إليها و الطعنات المريرة التي تلقوها؟ ! رأفا بأنفسكم ،و تحية لكم على هذه المشاعر التي أصبحت نادرة في زمن كثر فيه الغدر و كل ما نتمناه لقساة الأفئدة هو أن يمروا علينا خفافا إن لم ينفعوا فرجاءا لا يضروا.
للتقييم، فضلا تسجيل   دخول
 0  0  1.0K

التعليقات ( 0 )