يحكى أنه في زمن من الأزمان حيث القدم والسعف في بيت طيني كان هناك طفلة شعرها أجعد ملابسها رثة ، لكن قلبها ملائكي جميل وبراءتها نبيلة فكانت ترى أحداث حياة أسرتها وأفكارهم المتخلفة كمنزلهم القديم الذي يأبى لتقدم والتطور فكانت حياتهم يومياً عبارة عن “بُكاء أختها” التي تُهان من قِبل زوجها وتَحسرها على حياة اختارتها لها العادات الظالمة من الأهل دون رضاها وسكوت أمها على سموم أبيها القاتل من الكلام والقذف ، وأنها موجودة لتنفذ كل ما يقال لها فقط وتعمل بتعب ليلاً ونهاراً وعليها أن تلبس رداء الصمت والرضا بالذل وأخوها الذي لم يسقيها حنان الأخ فلم ترى منه سوى الجفاء والجمود لأَنِّها أنثى أرتبط اسمها بتاء التأنيث المشؤومة لديهم.
في إحدى الليالي القمرية خرجت الطفلة إلى الخارج وأخذت ما تملكه من دمى كي تلعب بها فكان لديها دمية أنثى وأخرى ذكر فكانت تمثل وتترجم ما في قلبها الخائف من ألم في تمثيل قصة بيتهم اليومية المؤلمة الغامضة نهايتها وتبكي مستمتعه بالوحدة والبوح بدون هجوم ،ولكن المفاجأة بأبيها الذي كان يراقبها منذ خروجها فرحاً ليراها في وضعٍ مشبوه ويقتلها ويتخلص من الحظ الملعون ولكن ما رأته عينه صدمة وندم فأخذ يراقب تصرفاتها وكلامها وحوارها مع الدمى ، فأخذ يحضن طفلته وبكاء قلبه قبل عينيه حسرة لما فعله بقلب هذه الطفلة وإناثه الأخريات فقطع عهداً أن يقطع أفكار التخلف ويبدأ بحياة أساسها قواريراً والإحسان لهن بالحب والعطف .