قال لها أنتِ زهرتي وأنتِ وردتي رغم يقينها أنه يتسلي معها كما يتسلي الطفل بلعبتة ، ولكن قالت في نفسها "سنرى إلى أين مطافه ومسيرته" ..
ورغم كل ذلك كانت تشفق عليه وهو بحالته كان الكذب يجري كمجري الدم في جسده ..
أحبت أن تعلمه درس في أصول الحب الأبدي كانت تجعل نفسها تصدق كل شي وكل إساءة لها تجعلها حسنة بأسلوبها الراقي وهو مندهش ما تراه عينه من هذة المخلوقة فنظر في عيناها فوجد ذاك الحب الصادق المنبثق من قلبها البرئ وعشق تلك الإبتسامة الغير متصنعة مثل ما كان هو يبتسم بخبث بوجهها الطفولي البرئ المفعم بالحياة وصدق المشاعر .
فعجب فيها إعجاب القمر بجماله المنير ليسطع بنوره ويشق الظلام في نفسه وتعكس صورته على بحر الغرام وكانت هي تنتظر ليبوح لها ما تغير من خاطره ليغير أسلوبه في كلامه وصدق مشاعره الحنونة لفتاة كان الهدف منها قتل مشاعرها وأحاسيسها ودفنها في كلمة «الخيانة » فاندهش بذكائها ، كانت تحب أن تكسب شخصاً محباً لذاتها وليس لقضاء أنانيته البشرية فتنفس نفساً عميقاً وقال لها " شكراً لك يا حبيبتي " فردت عليه والإبتسامة على شفتها الوردية وبصوت خانق : أنا أسعد مخلوقة لتغيرك ولكن سأرحل بعيداً عنك حيث لا كلام ولا حب ولا همس غرام ولا شمس ولا قمر، ونزلت دمعتها بعد تحملها للمرض الذي قضي على سعادتها وقالت " مؤمنة بقدري وسوف يحتوني قبري فأدعو لي بالرحمة وسادعو لك قبل مماتي ، سأتذكر تلك الشموع المضيئة في قلبك الحنون بعد تغيرك للأفضل .
فصرخ صرخة لو سمعها طفلٌ صغير لأيقظته من حضن أمه الدافئ ولو سمعتها الطيور لرفرت بأجنحتها بعيداً فكانت صرخة ندم فركع على ركبتيه ليطلب السماح من قلب كان يخبىء لها المكيدة والدموع تنهمر من عينه دموع الندم والقهر المؤلمة .
هكذا هم البشر لايشعرون بالشي وقيمته إلا بعد الرحيل بعيداً عنهم فنحب بصدق وتكون نوايانا من قلب ينبض بنبضات تهمس في كل نبضة خير في كل ما نحبه ونعشقه .