أنا وبإختصار ..
فتى يبلغ الثالث والعشرون من العمر ..
ولكني أعتبرُني رجلٌ مُسن بسبب حياة أرغمتني على تجرعُ نبيذ حرمان ،، وأنا ذاك المسلم الحُر الذي يأبي الرضوخ لثمالة ذاك النبيذ اللعين ،، المُكرَه في شربهِ ..
فتى متواضع خجول مُرتدي الثياب السود دليل على إستمرار طيف أيام العزاء لقلبهِ الصغير ..
قلبٌ ماتَ وحيداً في كوخ مصنوعٌ من قش لايستطيع حتى حمايتهُ من أمطار حمضيه أتت بها سماء فتاة لا أعرف أهيَ أنثى أم لا ..
ماتَ والى الان لم يُشع جثمانهُ ،، فلم أعد أدري أبقي منهُ شئ ؟؟
أم أُقيمت مأدبه مابين دُودُ الأرض وكِلابُها فوق كرسِها المُتحرك ؟؟
فتى هجر بالحب وأنكر أن على الأرض نساء ..
فتى افاق من غفوتهِ فإذا بهِ مُلقى في باب إحدى المساجد ..
فتى رأى ذات يوماً مناماً أن شفتاه تفتقت ولمعت منهُ إبتسامه ..
كانت كفيله بأن تُضئ مابين الأفق ،، فقام مذعوراً وكأن نفخت الصور نُفخت ..
فتى لا يزال يُطارد القدر ليأخذ بثأره فقد سلبهُ أبجديته ..
فتى أصبحَ كـ عود ثقاب فلم يعد يعمل فيه الا الرأس المُحترق ..
أحترف في حياتي حرفةً واحده فقط وهي الهروب من الواقع بالأخص إن كان مؤلم ..
أهرب من واقعي ولكنني أجدني ارتطم بجدار أصم ..
أتمنى العزف على أوتار قلب عذراء مُخلصه ..
ولكن كيف لعازف أن يعزف بأصابع مبتوره ؟؟
قطّعت أصابعي عندما تمسكت بيدها لأخر مره واغلق ذلك الباب على يدي المتصببه عرقاً جراء توتري ..
فقد كانت أمال إنسان معلقه على تلك القبضة ..
أدعو الله كل يوم أن يُعيد زمن المعجزات ليهبني قلباً من الفولاذ ..
قلب خالي من المواد الحسيه ..
فتى إعتنق طاعة الوالدين ديناً ،، فبات يتوضأ بطاعة والديه ليركع في محراب رضاهما عنه ..
فتى مُتدللاً لأمه طامعاً لما تحت قدميها ..
فتى ينام وهو يتمنى أن تكون تلك هي اخر ليلةٍ يقضيها ..
إلى الان وانا أحلم بأن أحبو على أريكتي في منزلي الجميل ،، ولكن أنظر الى اصابعي المبتوره وتنخرط عيناي في البكاء لأنني أعلم أنه محال فكيف لي ان احبو بأصابع مبتوره ..
إلى الان وأحلامي تطير فوق عالم خالي من الخيال لتقتل الوقت ..
إلى الان وانا احاول نسياني بنحت تمثال يشبهها ..
أنني أُشَبّه نفسي براعي للأغنام تُنهكهُ حرارة الشمس فبات يسترخي تحت ظل إحدى الأشجار فإذا بالحشرات تُقلقُ راحتهُ المنتظره ..
إشتقتُ لسمائي تلك التي تُمطرني أمطار نقيه ..
إشتقتُ لرعودها التى كانت كسمفونية تتكئ على الألحان الداله على الحزن ..
إشتقتُ لبروقها التى كانت تلمع فتضيئ الأفق برقها ،، بحق كان أشبه بأضواء حانه باهته ومع كل هذا إشتقتُ الى سماء زرقاء لا يوجد أثر لتلبد الغيوم فيها ..
إشتقتُ للسعادة بتُ أحس بأنني بحاجه الى السعادة أعبئها ملئ كأس أو الى الفرح أشربهُ حتى الثماله ..
أين العدل في كوني بائسٌ طوال الوقت وغيري لا تكاد تنفك شفتاه عن التبسم ..
أريد أن تقر عيناي وان أنام بهدوء بدون كوابيس تتخللُ هذا النوم .. أريد قدراً قابل للتغير ..
أريد راحة بال حتى وان كانت على رصيفٍ بارد ،، حتى وان كنت حشنَهَا سأنعت بـ المتشرد ..
ولكني حينها سأتذوق الحرية وسأتلذذ بها ..
لأني بحق أتوسل الخلاص من هلوسات ملئ بالحكايات عن أنثى تَجَهَمت في وجه قلبي الراحل حين ذهب اليها ليخبرها بأنه ينبض بأحرفها ،، وأن صاحبهُ يحبها ويريد مشاركتها العيش والحياة الابديه ..
أتوسل الخلاص من حياة إكتضت بالعابثين إكتضت بالجائرين على فتى يرجو منهم تقديم يد العون ..
.
.
وفي النهايه أحب شكر الفتاه التي انتشلت مني كل شي ولم تمن عليّ حتى بنصف كلمة حب حتى وان كانت تحت وطأة الشفقة ،، لأنها أرشدتني إلى ذاك الطريق الموحِل الذي لا يجب عليّ المشي فيه مجدداً ..
.
.
أمي كل شبرٍ من جسدي تحت إمرتكِ ..
أيتها الطاهره أحبكِ كما تُحب الكعبه حقاً أنني أريد أن أرفعكِ من الأرض لكي لا تدنسي نعالكِ بهذه الأرض النتنه ..
سأحاول أن أكون إبنكِ البار ،، الرائع ،، الناجح في حياته العمليه ،، سأفعل كُل ما بوسعي لأأرشفكِ كـ مُفتخرةٌ فيني ..
.
.
أبي هذه الحياة بدونكَ لا تساوي حبة خردل ..
أنت القمر لهذه الارض ..
وانت الذي ستكون فخوراً بي في يوم من الايام ” أعدك ” أحبك ومتعلقّ بك كأنك دين إعتنقتهُ منذ كنت صغيراً ..
يارب حقق لي آماني هذا الغر فهو يريد القليل من كرمك لا الكثير ..
هو يريد أن تثبتهُ على دينكَ الحق ..
اللهم عطر شفتاي بنطق الشهادتان عند لقائي بملك الموت ..
أيتها الحياة خالقُكِ سيسبب لي الإنعتاق من قضبانكِ الحديديه ..
أيتها الحياة أشكركِ لانكِ حقاً علمتيني كيف أتعايش مع هذه الضباع المتنكره بأقنعة البشر ..
أشكركِ لأنكِ لقنتيني درساً لن أنساه إلى أن يرتفع فوقي التراب ..
ولكنكِ إلى الان لم تجدي لي من يستطيع مساعدتي على إيجادي فأنا حقاً لم أعد أعرفني ..
.