مُنْذُ أن ولدنا.. أَقدَارُنَا و أرزاقنا و أَجَالَنَا مَكْتُوبَةٌ.. رغم ذَلِكَ نَشْرَعُ وَنَفْتَحُ لِأَنْفَسَنَا أَبَوَّابُ الْأَمَلِ.
الْأَمَلُ هُوَ الْإيمَانُ بِالْقِدْرِ خَيَّرَهُ وَشَرَهٌ، وَالْحَديثَ فِيهِ سَعَادَة وَغِذَاءَ لِلرّوحِ، يَبِثُّ لِلْحَيَاةِ الْمَوَدَّةَ وَروحَ التَّفَاؤُلِ وَضِيَاءِ لِلَعِينٍ، وَيَزْرَعَ الطُّمَأْنِينَةُ بالقلب وَيَبْشَرُ بِالْخَيْرِ، ويسري رَحِيقُ السَّعَادَةِ الى الْقُلُوبَ، وَيَمْنَحَ دَافِعَا قَوِيَّا لِيَوْمِ جَديد لِتَسْتَمِرَّ الْحَيَاةُ.
الْأَمَلُ شىء مَحْبُوب لِلنَّفْسِ وَأَمْرِ مَطْلُوبِ لِلْحَيَاةِ، وَلَا يَأْسٌ مَعَ اﻷمل بإذن الله.
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِي آيَةِ جَلِيلَةٍ تُوقِظَ الْحِسُّ وَتَسَرُّ النَّفْسُ وَتَتَضَمَّنُ الْأَمَلُ وَعَدَمُ الْيَأْسِ مِنْ رحمةِ اللَّهِ:﴿ وَلَسَوْفَ يُعْطِيَكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى﴾[ الضُّحَى: 5]
وَيَحُثُّ نَبِيُّنَا عَلَيهِ الصَّلَاَةُ وَالسّلَامُ عَلَى التَّحَلِّي باﻷمل وَالتَّفَاؤُلَ وَحُسْنَ الظَّنِّ بِاللَّهِ قَال: ( لَا عَدْوَى وَلَا طِيَرَة وَيُعْجِبُنِي الْفَأْلُ قَالُوا وَمَا الْفَأْلُ قَالَ كَلِمَةٌ طَيِّبَةٌ) مُتَّفِق عَلَيهِ
الْأَمَلُ كَالْْبَحْرِ عَالَمَ وَاسِعُ وَغَامِضٌ، وَمُثِير لِلتَّفَكُّرِ وَالتَّأَمُّلِ، مَلِيء بِالْجِمَالِ وَالْكُنُوزِ، وَحَوْلهُ أَمْوَاجَ تَتَلَاطَمُ بِهُدُوءِ وَعُنْفٍ.. ليُعَلِّي الْهِمَمُ وَالثِّقَةُ بِالْخَالِقِ، وَيَمْنَحُ لِلنَّفْسِ نَسَمَاتُ الْأَمَلِ وَالْفُرَجِ.
الْأَمَلُ كَالْسَّمَاءِ جَمِيلَةُ عَالِيَةُ شَامِخَةٍ، تَارَةَ تراها صَافِيَةٍ وَتَارَةَ مَلِيئة بِالْغُيُومِ، وَتَارَةَ تُهَيِّجَ الرِّيَاحُ وَتارة تَهْطِلُ الْأَمْطَارُ، وَتُرى الطُّيُورِ تَحْلِقُ وَتَغَرُّدٌ فِي السَّمَاءِ يَقِينَا بِرَبِّهَا وَسُرُورَا بِحَرِيَّتِهَا.. فَمَا أَجُمَلُ الْإِنْسَانِ أَنْ يَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ حُقِّ التَّوَكُّلِ وَيَعْلَمُ لَا حَيَاةُ دُونَ مَشِيئَتِهِ وارادته.
الْأَمَلُ كَالْْأَشْجَارِ تنبت عَلَى الْأَرْضِ بِكُل الظروف و الْأَحْوَالِ، مُتَدَفِّقَةُ بِالْعَطَاءِ وَالسَّخَاءِ وَمُتَبَادِلَةِ بِالْمَنْفَعَةِ، وَالنَّظَرَ إِلَيهَا يَمْنَحُ الإطمئنان وَالرَّاحَةَ، وَتُقَلِّلَ مِنَ الضَّغُوطَاتِ وَالتَّوَتُّرَ، وَتَخْضَرَ الْآمَالُ وَتَزْهَرُ الْحَيَاةُ مِنْ جَديدٍ.
الْأَمَلُ كَالْشَّمْسِ بِشُرُوقِهَا وَبِغُرُوبِهَا، هِي عِمَادُ الْحَيَاةِ لِلْجَمِيعِ.. وَرَغَمَ الْمَسَافَاتُ تَبْعَثُ النَّوَرُ وَالدِّفْءُ، وَبِشُعَاعِهَا تَبَدُّدِ الظَّلِمَةِ وَتُجَدِّدُ الرّوحُ، وَبِهَا يَذُوقَ الْفَرَدُ طعم السَّعَادَةُ وجمال الْحَيَاةِ.
قَال النَّبِىِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ « قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِى بِى فَلْيَظُنَّ بِى مَا شَاءَ». مُتَّفِقُ عَلَيهِ
《 فَلََنَظُنُّ بِاللَّهِ خَيْرًا وَنَبْعَثُ حولنا أملاً 》