البحثُ عن الأمومةِ أمرُ شاق ومتعب للغاية .. والشوق للأمومةِ أمر مُحبب للنساء . تَجِد نفسها أكثر عطفاً. وحِنيّه ..
وقَبل هذا كُله ذكرهم الله في مُحكم كتابه أنهم زينة الحياة الدنيا..جعلهم الله زينة ومكمّلٌ للحياة الزوجية .. أتكلمُ قليلاً عن نفسي .. ففي السنوات السِت الأولى من زواجي لم أٰنجِب .
وبدأتُ مرحلةِ العلاج منذ السنة الأولى . .. حُلم الأمومة كان يلازمني . مرَّ عام على زواجي ومن هُنا بدأَ القلق ُيلازمني .
كُنت أخشى أن أبقى وحيدة .
كانت مرحلة العلاج جداً قاسية وكانت النتيجة دوماً فاشلة ..
منزلي بِغايةِ الجمال ..والتحف مُستوطنة في أماكنها شهور عديدة ودورات المياه مليئة بالشموع والأحجار لم تتغير من أماكنها لا يوجد طفل ُيحرّك أماكنها أو يعبث بها.. روتينٌ. ممل .. لا أشعر بالمدارس والإجازات ..أكملتُ عامي السادس .
بعدَ. مرور الثلاثة أشهر شعرتُ بتعبٍ خفيف لم يطرأ ببالي (الحمل) وكنتُ. أتجنب التحليل خشية النتيجة السلبية .. ولم أعلم أن الله وهبني بالحمل ..
نعم كتب الله لي ( ذلك الغيث ) بعد ستة أعوام . لم أتمالك نفسي عندما أخبروني بالنتيجة أني حامل بالشهر الثالث ..صرخت من شدة فرحتي وبكيت وسجدتُ شاكرة لله، ضممت نساء كثير في إستراحة المستشفى ..ومنهم من تمسح دمعي ومنهم من أعطتني الماء .. حمدت الله كثيراً حينما تأخر حملي فكان خيراً عندما أعقبَه ..أحسستُ بشعورٍ ينتابُني تارةً. بالفرح وتارةً بالحزن، وأما شعور الحزن فهو الأكثر سيطرة خشية الإجهاض وأن تموت فيني تلك الفرحة الكبيرة..
مرّت مرحلة الحمل بصحة وسلام .. ورزقني الله ( ولد ) أسميته غيث، أحضرت أمي طفلي وكنت حينها متعبة جداً ..حضنته ومسحت ببكاءه جميع أتعابي وأحزاني لم تقف عيني عن البكاء، هكذا أصبحت أُمّاً بعد مرحلة طويلة من المشقة والعلاج ورحمة الله كانت واسعة ..
وبدأت معي مرحلة الأمومة ..وهي مرحلة مهمة أشبهُ بالجهاد .مرحلة تخليتُ فيها عن نفسي قليلا ً فيكفي أنها تدللّت لستِ أعوام . . أشتريت كُل جُميل له تركتُ ترفيه حياتي وأبديته على نفسي وراحتُها..
كُنت أخشى على طفلي من أيّ مكروه لزمت البيت كثيراً لم يعد لي رغبة بالخروج كي لا يُصيبه أي تعب أو أذى ..
أكمل عامَه الأول وكُنت سعيده بتصرفاته التي يقوم بها ويشاهدني أضحك ومن ثم يقوم بتكرارها لكي يضحكني ويضحك معي .. غيث أصبح جزءاً كبيراً في حياتي .فالحمد لله أكرمه ونعمائه .