كثيراً ما ُنصادف مواقف تؤلم وكثيراً تمر علينا حالات صعبة في مرة من مرات وكانت لي مراجعة في إحدى المستشفيات الحكومية بالبلد ولاحظت رجل كبير في السن يكاد يقع من طوله فوقفت وجلسته مكاني وقد سقطت عصاه التي ُتسنده طول الطريق وظهر عليه التعب والإرهاق أسرعت عليه بكوب من الماء ليشرب فسألته ..
يا والدي من معك؟
ومن أوصلك لهذا المكان؟
فرد قائلا : الله سبحانه وتعالى اوصلني فأنا رجل مريض ولكن الضرورة جعلتني أوصل لهذا المكان .
فسحبت كرسياً وجلست أستمع لما يقوله هذا الرجل المسن وقد ظهرت عليه تجاعيد وجهه ويده التي ترتعش وعصاه على كتفه الضعيف..
كنت مستغرباً كثيراً من أمره فجلس يتحدث عن أبناءه الخمسة كلهم شباب ومتزوجون ..
فقال لي : كانوا ِصغار كنت أعمل لطعامهم وأكسيهم وأهتم فيهم كثيرا وكانت أمهم الحنونه تنهض في صباح الباكر لتخبز ذاك الخبز الذيذ من يدها وتنظف مكانهم وتسهر على راحتنا..
وفجأة لاحظت على الرجل دمعة في عينه التي أتعبها قلة النظر فقلت له : خيراً يا والدي ِلمَ أرى الدمع في عيناك ؟؟
فأخذ نفساً عميقاً وقال : رحلت زوجتي منذ شهور ورحلت راحتي وقلبي معها ولله الحمد لا اعتراض على قضاء ربك يا ولدي ...
فاكمل الرجل قصته فقال : َكِبر َ أبنائي ولله الحمد حتي أصبحوا رجالاً وتزوجوا وكل واحدٍ منهم خرج من منزلي المتواضع ليعزلوا أنفسهم عني وتركوني بدون إهتمام تركوني كما تركتني أمهم الحنونه ولكن هناك فرق ..
أمهم تركتني بأمر من الله وأخذ أمانته وهم تركوني بأمر قلوبهم القاسية بدون رحمة .. فأنا رجل كبير في السن ومريض وأحتاج الرعاية والإهتمام.
عندها نزلت دمعتي على خدي وأنا أحمد ربي على كل شيء .
كيف تكون قلوب هؤلاء الأولاد على والدهم المسن قاسية هكذا حتى سؤال لا يسألون عنه ولا يهتمون به ..
وبعد ساعة من محادثتنا أنا والرجل المسن فنادي الممرض إسم الرجل فدخلت معه مع الطبيب ووصف له الدواء وذهبت به إلي الصيدلية وأخذت الدواء وبعدها أوصلته إلى منزله المتواضع ولله الحمد فجعلتُ أزوره في الأسبوع ثلاث مرات وأهتم به لأكتسب أجري من الله وليعلموا أن الدنيا ما زالت بخير وأن الناس لبعضها دام هناك قلوب نظيفة و قلوب محبة .
فتحابوا وتراحموا واحمدوا الله على نعمه الوالدين فهم البركه والخير
بقلم //بدرية السيابية ..
يا والدي من معك؟
ومن أوصلك لهذا المكان؟
فرد قائلا : الله سبحانه وتعالى اوصلني فأنا رجل مريض ولكن الضرورة جعلتني أوصل لهذا المكان .
فسحبت كرسياً وجلست أستمع لما يقوله هذا الرجل المسن وقد ظهرت عليه تجاعيد وجهه ويده التي ترتعش وعصاه على كتفه الضعيف..
كنت مستغرباً كثيراً من أمره فجلس يتحدث عن أبناءه الخمسة كلهم شباب ومتزوجون ..
فقال لي : كانوا ِصغار كنت أعمل لطعامهم وأكسيهم وأهتم فيهم كثيرا وكانت أمهم الحنونه تنهض في صباح الباكر لتخبز ذاك الخبز الذيذ من يدها وتنظف مكانهم وتسهر على راحتنا..
وفجأة لاحظت على الرجل دمعة في عينه التي أتعبها قلة النظر فقلت له : خيراً يا والدي ِلمَ أرى الدمع في عيناك ؟؟
فأخذ نفساً عميقاً وقال : رحلت زوجتي منذ شهور ورحلت راحتي وقلبي معها ولله الحمد لا اعتراض على قضاء ربك يا ولدي ...
فاكمل الرجل قصته فقال : َكِبر َ أبنائي ولله الحمد حتي أصبحوا رجالاً وتزوجوا وكل واحدٍ منهم خرج من منزلي المتواضع ليعزلوا أنفسهم عني وتركوني بدون إهتمام تركوني كما تركتني أمهم الحنونه ولكن هناك فرق ..
أمهم تركتني بأمر من الله وأخذ أمانته وهم تركوني بأمر قلوبهم القاسية بدون رحمة .. فأنا رجل كبير في السن ومريض وأحتاج الرعاية والإهتمام.
عندها نزلت دمعتي على خدي وأنا أحمد ربي على كل شيء .
كيف تكون قلوب هؤلاء الأولاد على والدهم المسن قاسية هكذا حتى سؤال لا يسألون عنه ولا يهتمون به ..
وبعد ساعة من محادثتنا أنا والرجل المسن فنادي الممرض إسم الرجل فدخلت معه مع الطبيب ووصف له الدواء وذهبت به إلي الصيدلية وأخذت الدواء وبعدها أوصلته إلى منزله المتواضع ولله الحمد فجعلتُ أزوره في الأسبوع ثلاث مرات وأهتم به لأكتسب أجري من الله وليعلموا أن الدنيا ما زالت بخير وأن الناس لبعضها دام هناك قلوب نظيفة و قلوب محبة .
فتحابوا وتراحموا واحمدوا الله على نعمه الوالدين فهم البركه والخير
بقلم //بدرية السيابية ..