• ×

قائمة

Rss قاريء

ملحٌ و سكَّر ..

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
نبراس-سماح نبيل سندي-جدة 
يسألونني.. ماذا حلَّ بك ؟!
كبرتِ فجأة ..
أقف لحظة صمتٍ مع نفسي لُأجيبهم بعد أن أحدثها أحقا كبرنا!! أحقا ظهرت آثار السنونِ علينا !!
و أعود للوراء قليلا لأتذكر ما جرى .. أنظر لحالي في مرآة الزمن و قد بدأ البياض يكسو رأسي و التجاعيد بدأت ترسم خطوطها على وجهي ..
فأدرك حينها ما يرون لكن أعود وأسأل نفسي متى و كيف حدث ؟!
قبل برهةٍ كنتُ لازلت أركض خلف أحلامي و ضفائري تسبقني لها .. كنت أنظر للسماء و أرى أني أحلِّق بها .. كيف مرَّ الوقت سريعاً .. كيف بتُّ هكذا .. أين نفسي مني ومن هذه التي أرى ؟!
بعد صمتي لوهلةٍ نزلت دمعةٌ على وجنتي كصفعةٍ لأفيق و مرَّ أمامي شريط حياتي بلونه الأبيض فقد كنت أراها بيضاء أجل .. و هي كذلك لكني اكتشفت أنَّ السكر أبيض وكذلك الملح و هذه هي الحياة قد تكون بحلاوة السكر أو بملوحة الملح و لكنها تظلُّ بيضاء ..
أيامنا و أحوالنا تلونها و نحن بأيدينا قد نبنيها أو قد نحطمها..
فتحت عيني بعد الدموع فرأيت نفسي كما يجب .. الشعر أبيضٌ كما الحياة .. بعضه ابيضَّ بعد طفلٍ قد كبر و بعينيه بتُّ أرى .. و بعضه ابيضَّ من همٍّ و ألم بسبب كل ما جرى .. فشعرةٌ كالملح و الأخرى كالسكَّر و هذا حال الورى..
وجدت نفسي حينها و احتضنتها فقد أضعتها بين الدروب و الخطوب نفضت عنها غبار السنين فوجدتها بيضاء كما تركتها.. لكنني لن أنسى أنَّ البياض قد يكون ملحاً و قد يكون سكَّراً..
للتقييم، فضلا تسجيل   دخول
 0  0  617

التعليقات ( 0 )