• ×

قائمة

Rss قاريء

حكايةْ..هَمﱡ الّرَحِيلِ عَلى قَلْبٍ..

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
نبراس-هاجربنت علي السالمية -سلطنة عمان. 

ألم مستكين ، مصحوب بمرارة وجع في زاوية قلب أنهكها حزن يندلع بلسانه وهن على وهن.
هُزمت روحك برحيل البعض ، والبعض الآخر رحلوا حاملين وعودهم في جرة تحمل خيبتك المؤلمه ، يعتصر قلبك ويتلوى ألما ؛ كسروه قبل مغادرتهم لك ؛ فقد عرفوا أنهم كانوا متعلقين بقلب مجروح ، وروح تنتفض كطائر ذبيح.. وبدلا أن يبلسموا جرحك ، زادوا قلبك حزنا..
تنظر إليهم بعين دامعه قبل أن يديروا ظهورهم لك ، تسألهم البقاء بعيناك الحزينتين ، وتريد مسك أيديهم لا ترحلوا..
يودعونك حينها بابتسامة خفيفه من أعينهم لكنها لا ترتسم على شفتيهم ، يتركون شيئا من أرواحهم في نظرة عينيك الحائره بين رفق يفيض به الفؤاد ، وعتب مر يلجم فيض القلب وعذوبته..
تراهم يبدأون بالدوران شيئا فشيئا ، يديرون ظهورهم لك بأكمله ..
رويدا ، رويدا وهم يختفون كوميض برق خاطف في دهاليز مظلمه ، تجاهد نفسك حتى تلحق بهم ، يحاول من هم حولك الإمساك بك وتعزيتك ؛ ولكنهم لا يفهمون أنك تريد شيئا منهم ، تريد شيئا حملوه في صرتهم ، تريد أن تعيد قلبك لك ؛ تريده لأنك ما زلت تريد أن تعود للحياة من جديد ، لأنك تعلم أن الحياة لا تقف عند محطات الرحيل.
تحاول اللحاق بهم ؛ كي يعيدوا ما حملوه خطأ ، ولكن تعود لمكان بدأ منه أحزان الرحيل ، مصحوب نفسك بخيبة كسرت نفسك مرتين : مرة حين قالوا أنهم يحبونك ولن يتركوك ، ومرة حين تركوك وعرفت أنهم لا يحبونك.

رحلو ولم يشعروا بأنين قلبك.
تأتي الأيام وتذهب على ساعات انتظار من وعدوك بالبقاء..
انتظرت ، وانتظرت كثيرا حتى مللت الإنتظار.
قد دربتك الأيام مسبقا على التعلق بقشة الأمل ، تتشبث بها متطلعا تشتري الأوهام لنفسك ، قبل أن تبيعها لمن حولك.
تتذكرهم وتتذكر تفاصيلا تحزن قلبك ، وبعضها تفرحه ، يمرون بأطيافهم أمامك ويختفون دون صوت أو كلمة سلام.. تتشتت بين شجون ذاكرتك ومغالبة الدموع ، ويقطع عليك ذكراهم سؤال يحيرك في أمر رحيلهم ..قد مزقوا قلبك دون أدنى ذنب وعزفوا على أوتار وجعك دون إحساس!.
بعدها تنزوي في كل ليلة إلى ركن مظلم موحش ؛ لأنك لم تعد تهاب الوحوش ، فليس هناك أوحش من أحزان الرحيل على قلبك..تظن أنه لولا سجن الزمان وأشجان القلب بإمكانك أن تسكن نفسك وتغفو عينيك بلا خوف من القادم المجهول..حينها فقط تمني نفسك برؤيا قناديل فرح معلقه على زوايا قلبك المظلمه لتغدو كغابة من نور..
بعدها قبل أن تنام بقليل تلملم همك ، وتصره في منديل ، تعقده.. وتتعهد نفسك أنك ستمضي مع الآخرين إلى شواطئ الرحيل ، وترحل كالراحلين ، لترسو بك الأماني إلى موانئ الباقين ؛ لتعيش أنت ومن أوفى لك بسلام آمنين ..
صوت أنينك كان يشكو الزمان ، والآن صوت أنفاسك يغرد الألحان...
لأنك عرفت أن الرحيل أرحم ، وأن الله اختار وفضل ؛
قبل أن تكون الروح معلقة بخيط بين موت وحياه..
فخيرة الله جعلت لروحك برحيلهم سعاده ،
ولنفسك بسلوهم راحه.
وحمدا لله على ما كان وصار..
للتقييم، فضلا تسجيل   دخول
 3  0  959

التعليقات ( 3 )

الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    2 فبراير 2017 06:13 مساءً أم البدران❤️ :
    ما شاء الله
    تعبير جميل
    يجعل النفس تتفاعل مع الموضوع
    ابدعتي هجور
    اتمنى لكِ التوفيق
  • #2
    2 فبراير 2017 06:29 مساءً فتاة المطر :
    حرفك يسرد وجع كل الذين يحملون مرارة الغياب في قلوبهم*
    كأنك أتيت لتواسي أرواحهم المتعبة من فرط الحنين وتربتي على كتفهم لتقولي : صبرا .. عله خير*
    رائعة !
  • #3
    28 فبراير 2017 01:14 مساءً Alaa :
    أبدعتي حبيبتي
    نترقب المزيد❤
    ربي يسعدك والموضوع جدا جميل ومؤثر