أعلنتها في صراحة قاتلة بأنك تريد الانفصال عني .. كانت كلماتك بمثابة القنبلة التي فجرت كياني كله في لحظة وخرجت من هذه الصدمة مبتورة القلب .. مشوهة النفس .. فإصابتي كانت بالغة وأصبحت على أثر الصدمة معاقة عاطفياً .. ما زلت لم أستوعب بعد ما حدث ؟.. ما زلت أسأل : إذا لم تكن من البداية راغباً في الزواج مني فلماذا لعبت بقلبي ؟؟ وأذ لم أكن حلمك فلماذا ركضت واستنجدت وتوسلت ؟؟وهل تظن يا سيدي أن تمزيق مشاعر فتاة لم تعرف نفسيتها الخدش لم تعرف عواطفها الغدر..لم يعرف عقلها الخيانة. بالشي اليسير ؟؟؟أنت لا تدري ماذا فعلت بي ؟؟ لقد كنت أنتظر أن يكون حبك وسادتي وراحتي فكان مصيري انتفاضة جسدي بالصدمات الكهربائية على وسادة من العذاب.. لينسى نبضي أسمك حتى فوجئت بأنني أخذت مكاني في مستشفى الأمراض النفسية .. كنت أنتظر أن أرتدي في يوم من الأيام فستاني الأبيض وحولي الزهو البيضاء تُغرد باسمك .. ولكني فوجئت بأنني ارتديت قميصاً أبيض بدوت فيه مكتوفة الأيدي وحولي زهور بيضاء تبكي من أجلي ؟ كنت في كل يوم أحلم بشكل جديد لفستان الزفاف الذي سأرتديه أمامك ولكني الآن أرتدي ثوب الحداد .. كنت كل يوم أحلم بالزهور التي سأحملها بين يدي في موكب العروس .. ولكنك جعلتني أقطف الورد لأزين به نعش قبري نعش الحب .. كنت أحلم بزغرودة ينتفض لها قلبي فرحاً فإذا بي اسمع نواحاً وصريخاً تهتز له أعماقي .. كنت أحلم بتهنئة الناس لي وأنا معك وإذا بي أصحو من الحلم على تعازي المقربين إنهم يعزونني في عواطفي التي ماتت ويعزونني في حلمي الذي وُوري التراب .. لقد تبدلت الصور في قسوة مريعة كادت تعصف بعقلي فأصبح مجنونة بمشاعري المصدومة فأبدو بعواطف ميتة .. ما زلت أسأل : أي حياة يمكن أن تنتظر فتاة ماتت عواطفها وانتحرت ثقتها بالرجال وبخاصة بأمثالك .. أن عبور الصدمة هذه وتحرير النفس من اليأس نصر أبحث عنه .. إلا أنني لا أستطيعه .. ومع ذلك لن أسألك : كيف سأعيش بعد الصدمة .. وأي نوع من المسكنات يتجرعها ضميرك حتى يموت .. وكيف ترى نفسك في مرآة نفسك ؟؟ وكيف تراها في عيون ضحاياك ؟؟ أن حبي لك جعلني مريضة .. ولكني لن أظلم الحب وأنما اختياري لك كان ظالماً أوقعت نفسي فيه .. ولكن من أين لي أن أعرف بأنك بائع كلمات .. تتاجر في المشاعر .. تبيع الوهم في كأس الحب لتكسب قلوب من ذهب .. لقد بعتني الوهم ودفعت قلبي ثمناً له .. وبعتني الحب الكاذب ودفعت دموعي ثمناً له جعلتني عاجزة عن الحلم وأصبت قلبي بالعقم فقلبي لن يتمكن من إنجاب خفقة حب واحدة بعد غدرك له .. وبعد أن صحوت من صدمة الحلم الكاذب أخذت أقرأ في صمت حكايتي معك .. قرأتها ألف مرة حتى أعرف لماذا اختلفت النهاية ؟؟ حاولت أن أفك رموز هذه القصة الغامضة ففشلت فأخذت أتساءل أي نوع من الرجال أنت ؟ فهل أنت مثلنا تخضع لمقاييس البشر ؟ تعجبت من حبي لك فكيف أحببت أنساناُ تفوق على الوحوش .. فالوحش يفترس ضحيته.فماذا عن الذي يفترس عواطف ضحيته وينهش حلمها أمام عينها ؟؟ في كل مرة قرأت قصتي معك بكيت لأنني لم أستطيع أن أحدد أسباب رجمك لي حتى الموت ؟؟ كما أنني خرجت في كل مرة برؤية ومبررات لها ألف وجه .. فلعل قلبي يهدأ .. وعقلي يقنع .. ولكنه لم يهدأ ولم يقنع ! حاولت أن أجعل من نفسي مذنبة حتى أقتنع بعقابك لي وأقنع بدورك الجديد معي فمن محب إلى جلاد لابد من أسباب ..!! وأخيراً اقتنعت بأنه لا داعي للفهم فحتى لو فتحت ملف قضيتي معك فأين الجاني حتى يمتثل للحكم !! أنني أكتشفت أنني في محكمة وهمية .. والمؤسف فيها أن الجاني حر والضحية تقف وراء القضبان ! فسالت نفسي لماذا أدخل معك في سلسلة من التحقيقات والبحث بلا جدوى ؟.. لهذا توقفت عن المحاكمة وطالبت القضاة بتقييد القضية ضد مجهول .. فمحاولة الفهم أتعبتني ودفعتني لأن أجرب محاولة النسيان حتى أرتاح ..! ففوجئت بأن رحلة النسيان أصعب من محاولة الفهم !! ولهذا قررت بعد تجربتي معك ألا أنفخ في أحلام الآخرين من روحي وأحلامي ولا أبني معها قصوراً في الخيال .. وأن أكذب حلم أي رجل حتى يحيله لي إلى واقع .. وأن أكذب صدقه حتى يثبت نقاءه .. وأن أتهم عواطفه حتى يثبت براءتها ولكنني خفت أن أفشل مرة أخرى بسببك فلقد خسرت في يوم لأنني صدقت كذبك وخائفة أن أخسر في الغد لأنني سأكذب من يصدقني القول !! ولقد رأيت نفسي ما زلت تحت تأثير الصدمة .. وما زلت أتنفس في مخاض التجربة السابقة .. وما زلت أعيش عقدة فشلي معك .. أنني الآن في حاجة لأن أفك قيدي من أسر تجربتي معك .. في حاجة لرجل يضمد جراحي منك .. في حاجة إلى عواطف صادقة تنفخ الروح في عواطفي التي ماتت .. فأين يا ترى هذا الرجل ؟!!