أعلم وتعلمون إخواني وأخواتي أن الوطن هو منبع الأمن هو الاستقرار، بل إنه الحياة بكل تفاصيلها، هو الوطن الذي يغلو عندي وعندكم غلاوة الروح والنفس فلا شيء أغلى من أرضنا والحمد لله أننا ننعم برغد العيش في بيوتنا بين أبنائنا وأهلينا آمنين مطمئنين، والفضل يعود لله ثم لأخواننا الذين يقفون على خط النار هؤلاء الجنود هؤلاء الأسود الشجعان الذين يسلكون طريق الهاوية كل يوم ولا يبالون بما يعتريهم يجاهدون بأنفسهم لأجل الوطن ولأجلنا لكي ننام قريري العين؛ ليحيط بنا الأمن والأمان من كل الجهات، وهانحن نتنعم بالعيشة الهادئة المستقرة بلا أصوات قذائف ولا رصاص ولا دمار ولا تدمير ولا شتات ولا اغتصابات ولا ضياع ولا موت ولا فاقد ولا مفقود؟
وبالمقابل هم جادوا بأغلى مايملك الإنسان؛ أعطوا وبذلوا وجاهدوا هم من باعوا الغالي بالنفيس.. تزعزع مرقدهم خلّفوا وراءهم بيوتا وأمهات وأبناء وأرواحا عزيزة يقدمون كل هذا في سبيل تحقيق الأمن والأمان، هم لبوا نداء الوطن وسعوا لذلك بأرواحهم قبل كل شيء..
كم نحن فخورون بهؤلاء الفرسان، هم أبطال التاريخ فكل كلمات وجمل الشكر والعرفان والامتنان والله إنها لا تفي هؤلاء الفرسان حقهم.. هم أبلوا بلاء حسنًا، هم صنعوا لنا الأمن لنبقى على أرضنا لنبقى شعبا حصينا.. وربما كانت صفحاتهم بيضاء بالماضي أما اليوم يسجلون كل صفحات الحاضر وليست كأي صفحات عابرة فحسب بل أنهم يسجلون صفحات مشرفة في حب التضحية والفداء.. ألا يستحقون منّا هؤلاء الأُباة الأحرار الفخر والتقدير.. ألا يستحقون منّا الدعاء لهم في كل حين؛ هم تفضلوا علينا ولا زالوا يحرسوننا ويدافعون عنّا ويحمون أرضنا قاموا بتلبية النداء بلا تخاذل واسترخصوا كل ثمين.. ألا يستحقون منا أن نسجل لهم صفحات من الوفاء حين نكون معم بقلوبنا ودعواتنا.. كونوا معم ولا تنّسونهم من صادق دعواتكم.. فهم من أعطوا الشعب والأرض بلا مقابل ولا زالوا يعطون، هم يحاربون على الضفة الأخرى بلا تهاون ولا ضعف إرادة ولا تثبّط في همه ولا تقاعس عن النصر ليرفع الوطن راية السلام لنتفيأ بضلال الأمن والطمأنينة ولنبقى على أرضه مكرمون.. لذلك هم يستحقون الكثير والكثير وتحت لواء الثقة بالله والإسلام والإيمان، هم أوفوا بعهدهم ولبوا النداء والله معهم وسينصرهم أمام قصم كل الجبابرة (يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم).