هم أمانة في أعناقنا و هم مستقبل هذا الوطن
نعم هذا الجيل أصبح غريباً في تصرفاته ولكن على من يقع اللوم ؟ على التربية أو على أنفسهم ؟زأو على هذه الإلكترونيات والأجهزة المنتشرة بكافة وسائلها ؟
لماذا لانضع حداً لهذا التطور المفجع ونحاول تغيير مساره للتطور المبدع الذي يعطي شيئاً من الإستفادة لأنفسهم اولاً ثم لمجتمعهم.
أصبح الوضع غير مطمئن الآن ، حيث أصبح الصغير قبل الكبير يستخدم هذه الوسائل الإلكترونية بإحتراف و بدون رقيب ولا حسيب حتى وهم في مدارسهم يحملون هواتفهم في حقائبهم بين الكتب والدفاتر وكأنه وضع ستاراً مختبئا فيه فأنا من وجهة نظري أعتبره " سلاح صغير " ولكن بداخله قنابل وأسلحة ودمار شامل.
وفعلا شاهدت هذه المناظر حيث اجتمع مجموعة من الأطفال الصغار على شكل دائرة يضحكون ويتهامسون وعندما اقتربت منهم أصابتني الدهشة من المنظر ، أطفال وهم في المرحلة الابتدائية يحملون هواتف وكانت ضحكاتهم عالية في حقيقة الأمر ، قمت بنصحهم ولكن اليوم .. من يتقبل النصيحة ؟ أين الأب وأين الأم وأين الأهل أو من ينصحهم بأن من غير اللائق وهم في هذا العمر أن يحملون هواتف ويدخلون مواقع لا يعلمها إلا الله.
أصبح هذا الجهاز الصغير ُيعلم أبنائنا العنف من خلال وضع البرامج والألعاب العنيفة التي تشجعهم على القتال والضرب وغيرها من الأمور التي لاتذكر .
في زماننا كنا نشاهد التلفاز أو بالأحرى الرسوم المتحركة إلا انها كانت تحثنا على بر الوالدين وعلى التسامح وعلى إختيار الأصدقاء وعلى التعاون .
حتى الكرتون المفضل والشهير " توم اند جيري " رغم العداوة التي تحدث بينهم ولكن كانت هناك مواقف تضحكنا والأهم من هذا كنا نشاهد هذه الرسوم المتحركة مع الأهل في " لمة واحدة" وكنا نشاهد كل البرامج في ظل رقابتهم ، حيث كان لنا وقت محدد للمشاهدة ، وما أجمله من زمان .
أين هذه الاشياء كلها الآن ؟ هل كانت السلوكيات الحميدة مقتصرة فقط على جيل معين ؟ لما لا نعيد ونكرر المشاهد ؟ لماذا أصبح التطور يلغي مبادئنا و أخلاقنا ، للآسف هذا التطور استخدم في غير مساره حيث أصبح دماراً يحارب أبنائنا في كل مكان.
أي نعم للتطور فوائد كثيرة ولكن يجب علينا أخذ الشي الجيد ليعلمنا و لنوظف هذا التطور لبناء جيل واعي مثقف ومجتمع راقي .
لماذا لا نخصص وقتاً لهذه الفئة من الجيل للنصح والإرشاد ، حتى المعلم أو المعلمة يجب أن يخصصوا وقتاً في حصصهم لتثقيف الطلاب عن مضار هذه الأجهزة وكيف يمكننا الإستفادة منها لتعيينا على النجاح و التطور وليس للدمار. علموهم انصحوهم فهم أمانة في أعناقنا ، لنهتدي لقول رسولنا الكريم :
«كلكم راعِ وكلكم مسوؤل عن رعيته» .