• ×

قائمة

Rss قاريء

أنانية الحب

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
نبراس-فاطمة نعيم جاموس - الرياض 

أنتَ وأنا والجميع، كلُّنا يعلمُ أن هذه الحياة لا تخلُ
من الحبِّ أبداً, كلٌ منا لديه شخصٌ اكتنزه بقلبه وحجبهُ عن باقي العالمِ المُوحشِ الشنيع، ليبقَى لهُ وحدهُ. لربما هذه هي أنانيةُ الحب, أو أنه الحبُّ ذاته.
دعكَ من كلِّ ما سبق, ودع أداةَ التَّعريف تُعلمك مقصدي مما بدأتُ به، فتباريحُ السَدمِ يكتنزهُا قلبي لك, وجنونُ أشواقي ستبوحُ حروفي بها.
عزيزي:أوجهُ لك هذه الكلمات لأن حجبها عن أنظار الحقيقة أرهقني بشدَّة, وأخشى عليها من الظلامِ الحالكِ في جوفي, لذلك أودُّ أن أقولها وأعرضها للنورِ من الآن , فيكفي احتفاظي بها حتى هذه اللحظة.
ابتديتُ بوحي بثلاثةِ حروفٍ-أنتَ- تُغنيني عن هذا العالم بأكمله.
أعلمُ أنك تقرأُ كلماتي والغرابةُ تستوطن جوف عقلك وقلبك, لكنني انتظرت هذه اللحظة طويلاً حتى تمكَّنت من استملاك جميع قواي لأبوح بكامل مشاعري لك, دون خوفٍ أو قلق.
جلُّ ما أريده الآن هو أن تصغي لحروفي وكلماتي بقلبك قبل عينيك وعقلك , كي تعلم مدى مصداقيتي تجاهَ ما أقوله لك.
أ تذكُر عندما تقابلنا على ضفَّة نهر الفراتِ آنذاك,وكان الظلامُ قد أشرف على القدوم من رَحم السماء؟
عندها كنتَ جالساً تعزفُ على عودك الخشبي القديم, ألحاناً تروي قصصَ حبٍّ قد دُفنت به منذ الأزلِ حتى الآن. تلك الألحان التي تسللت إلى قلبي دون سابق إنذارٍ ,وأنا كنتُ واقفةً على بعدِ مسافاتٍ قليلة أترقَّبُ ظهور القمر من بين الجبال والغمام, وأُنصتُ لشذى ألحانكَ وكلِّي شغفٌ بسماعها تُطرِبُ مسامعي، كم تمنيت حينها أن أجلس بقربك وندندنَ معاً قصيدةَ الحبِّ والغزل تلك التي تبدأُ ب "أحبُّكِ جداً" للشاعر الدمشقيِّ نزار قباني, أذكرهُ كان شاعرك المفضل.
هل تذكرتني الآن يا ترى , أم أنك نسيتني بعد ذاك الانقطاعُ المفاجئ ؟!
فقد اشتقت لذاك اللقاءِ جداً, كم أتلهَّفُ لأراك من جديدٍ وأدع عيناي تخبرك عما يكتنزه الفؤاد لك.
أحببتك من الوهلةِ الأولى ,من تلك المعزوفة التي بعثت لقلبي مع ألحانها, الحبَّ والدفءَ والحنان.
قلبي هو ملكٌ لك من الآن, و مفتاحهُ هو نطقُكَ ب كلمةِ العشقِ-أحبُّك-التي تتلهفُ مسامعي لها.
هل عساك تحبُّني أيضاً؟
أم أنني الغريقةُ الوحيدة في بحر الهوى ؟!
أحببتك حبَّاً جمَّاً, غَرِق به الفؤاد حتى ارتوى،
وعلى حبِّي لكَ دوماً و أبداً سأبقى.
فأنتَ وحدك فقط من امتلك قلبي, وأنت وحدك من يستحقُّ أن أقدَّم لهُ عمري وقلبي وروحي, فقط كي أحظى به إلى آخرِ الحياة.
عيناي عندما تراك, تُفتَنُ ببديعِ الله وما خلق, وقلبي يصبحُ كطيرٍ سجينٍ تحررَ من قفصِ الشوقِ بعد عذابٍ كان به مُلحق, وبدأ يرفرفُ بسرعةٍ كي لا يعود إليه من جديدٍ فيشقى.
أنا التي تهبكَ روحها ومآقيها إن احتاج الأمر دون تردد أو قرارٍ مُسبق.
كم أودُّ أن أخبرك بجميع ما يحملهُ قلبي بجعبتهِ لك, لكنني عاجزةٌ في غيابك عن النُّطقِ ببنتِ شَفَة.
فهل تكفيك روحي ديَّةَ عشقي, أم أنَّك ستعلنُ حبَّك مع إشراقةِ شمسِ الغدِ ياتُرى ؟
فكلِّي لهفةٌّ وشَغفٌ كي أرى ردَّك عمَّا تَرى.
للتقييم، فضلا تسجيل   دخول
 0  0  1.2K

التعليقات ( 0 )