• ×

قائمة

Rss قاريء

حوار مع طبيبة حول : نظرة المجتمع السعودي تجاه الطبيبة السعودية.

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
نبراس - عزوف الجداوي - جدة 

انتشرت في الآونة الأخيرة الكثير من الإشاعات العقيمة والاتهامات الباطلة التي تمُّس المرأة وخصوصاً " الطبيبة السعودية " ، قيل عنها الكثير وباتت نظرة المجتمع تجاهها نظرة خاطئة ، والعجَيب المضحك أنهم يحاولون منع المرأة السعودية عن العمل في هذا المجال المشرف رغم احتياجهم لها في كثير من الحالات الطارئة .
ووفقاً لهذه الاعتقادات والصورة الخاطئة التي غُرست في ذاكرة بعض أفراد المجتمع ، أجرت صحيفة " نبراس " حوار مع الطبيبة مها با زبير كان كالتالي :

س1/ ضيفتنا الكريمة .. هلّا عرفتينا عن نفسك؟
ج/ أنا الدكتورة مها بازبير، تخرجت من جامعة الملك عبدالعزيز ، كلية الطب والجراحة.


س2/ ممّن تلقيتِ الدعم والتشجيع ومن كان له الفضل الكبير في وصولك لهذه المرحلة وهذه المهنة؟
ج/ الفضل الكبير يعود لعائلتي ومنهم تلقيتُ الدعم والتشجيع المستمر ومن ثمَّ صديقاتي.


س3/ ماهي أمنيتك؟ وماهي الدرجة التي تطمحين الوصول إليها في الطب؟
ج/ أمنيتي أن أقدمَّ شيء ينتفع به مجتمعي، وأطمحُ لإكمال تعليمي وأصبح استشارية في تخصصي.


س4/ كيف توازني بين حياتك الشخصية والعملية؟
ج/ يبدو أنه صعب قليلاً لأن الطب تخصص مُجهد يحتاج إلى عزيمة وصبر ودراسة بشكل مكثف، ولكن لو أراد الشخص أن يفعل شيء سيفعله، ولكن عن نفسي حياتي العملية تنتهي هنا وأحاول قدر المستطاع أن لا أحمل أوراقي إلى المنزل لإكمال العمل بل أحاول إنجازه هنا حتى لا تشغلني عن حياتي الشخصية.


س5/ ما رأيك في تعامل المريضة السعودية تجاه الممرضة السعودية؟
ج/ أصبح هناك وعي وتطور فكري لدى بعض المرضى ليس كما كان في السابق، أصبحوا الآن يبحثون عن الممرضة السعودية بدلاً عن الممرضة الأجنبية، ويقولون : " أريدُ ممرضة سعودية تفهمني وأفهمها ".


س6/ هل تجدين مضايقات من قِبل المرضى؟.
ج/ أنا شخصياً لم أتعرض لمضايقات الحمدلله، ولكن سمعتُ أن بعض الممرضات قد تعرّضن لمضايقات.


س7/ ماذا تقولين لمن يعمم بأن أي ممرضة أو دكتورة سعودية تأتي لتظهر مفاتنها ولا تلتزم بحدود العمل؟
ج/ في الحقيقة لا أُنكر وجود هذه النوعية من الممرضات أو الطبيبات ولكن كما أن هناك يوجد ممرضات قلة يظهرنَ مفاتنهن فهناك أيضاً من تحرص على حجابها وتغطية وجهها، ولكن كما يقولون : " الشر يعم والخير يخص".


س8/ هل حصل لكِ وتعرضتِ لتحرش ذكوري، وما السبب في ذلك؟
ج/ لم أتعرض لذلك بشكل شخصي، ولكن أعرف بعض الدكتورات قد تعرضن لذلك، والسبب في ذلك يعود لقلة الوازع الديني لدى الشباب وأنهم يعتقدون بأن كل فتاة تزاول هذه المهنة هي متبرجة ولا يدركون أنها مهنة شريفة، لذا يجب على كل دكتورة أن تضع حدود مع الطرف الآخر.


س9/ برأيك ماهي وجهة نظر الدكتور تجاه الممرضة أو الدكتورة السعودية بحكم أنهم في مكان العمل نفسه، وقد يطول العمل إلى ساعات متأخرة أو قد يكون في وقت الليل أحياناً؟
ج/ من وجهة نظري أنه يعي جيداً بطبيعة العمل ولا أعتقد أنهم يفكرون بشكل سيء أو خاطئ إلا فيما ندر وأولئك هم ضعاف النفوس، ولكن الأغلب منهم يتفهم سبب تواجدها وهو أداء واجبها ومهنتها وليس شيء آخر.


س10/ ماهو أصعب شيء ممكن أن تواجهيه في المستشفى؟
ج/ بالنسبة لي .. المناوبات التي قد تكون لساعات طويلة.


س11/ ما هو أكثر شيء تحبينه في مجال عملك؟
ج/ عندما أتعامل مع المرضى بلطف أجد دعوة جميلة قد تسعدني آلاف المرات وتعطيني دافع قوي لأبدع وأعطي أكثر في مجال عملي، وعندما أُنجز أعمالي وأنتهي أجدني فخورة بنفسي وأشعر بأن تعب سنين الدراسة جميعه انقضى وبقيتُ أجني الثمر.


س12/ كيف يمضي اليوم بالنسبة لك عندما تمُرين بحالات صعبة؟
ج/ يوم متعب حقاً، ولكن جميل جداً حينما نركضُ نحن الأطباء تجاه هذا المريض ونحاول إنقاذه ونعطيه فرصة أخرى للعيش بعد أمر من الله سبحانه وتعالى.


س13/ هل تعتقدين أن الجميع يستحق هذه المهنة وتعب للوصول من أجلها ؟
ج/ نعم الجميع كافح وثابرَ للحصول على هذه المهنة والكثير من الأطباء يؤدونها بأكمل وجه وبكل أمانة وضمير حي، ولكن هناك نسبة ضئيلة جداً من الذين حصلوا على هذه المهنة إما عن طريق " الواسطة " أو " الرشوة ".


س14/ برأيك متى سينتهي التسيب والإهمال الوظيفي لدى بعض الأطباء؟
ج/ عندما يكون لديهم وازع ديني أولاً وآخراً ، وعندما يعرفون معنى الأمانة والقسم الذي أقسموه قبل أن يقبلوا على الوظيفة.


س15/ برأيك أيهما أرقى تعاملاً : المرضى السعوديين أم الأجانب؟.
ج/ من وجهة نظري أن الجميع هناك من يتعامل بالحسنى وهناك من يتعامل بالسيئة في كلا الطرفين.


س16/ المكان الأفضل في العمل ؟ مستشفى حكومي أو مستشفى خاص؟
ج/ لم أجرب العمل في المستشفيات الخاصة ولكن أعتقد بأن المستشفيات الحكومية هي الأفضل.


س17/ على المستوى المهني هل يوجد هناك تمييز وأفضلية بين الطبيبات الأجنبيات والسعوديات، أو بين الذكور والإناث؟
ج/ بصراحة يوجد أحياناً ، خصوصاً التمييز الكبير والتفريق بين الذكور و الإناث أثناء العمل في المجال الصحي، أنا أرى أنه لا فرق بين قدرات المرأة عن الرجل وقد تكون المرأة أذكى من الرجل، وأن هناك حقوق أيضاً للأنثى قد سقطت ولم يُعنى لها.


س18/ كيف تتعاملين مع الضغط والتوتر الوظيفي؟
ج/ أحاول قدر المستطاع أن أكون إيجابية ومتفائلة، والمحافظة على الطاقة الكامنة بداخلي حتى تنقضي ساعات العمل المحددة لي، وأثناء العمل آخذ فترة استراحة من 10 – 15 دقيقة ,اقضيها بين شرب القهوة أو عمل تمارين استرخاء.


س19/ هل حصل تصويت للقيام بعمليات صعبة وخطيرة وقام بفعلها سعوديات؟
ج/ لم يحصل تصويت أو أفضيلة ولكن هناك عمليات كثيرة قامت بفعلها سعوديات، أبرزها عمليات الولادة.


س20/ وأخيراً يادكتورة ماذا تقولين لمن يريد دراسة الطب؟
ج/ قرار موفق بإذن الله، ويجب أن يكون الشخص قادراً على تحمل الضغوطات التي ستواجهه في هذا المجال، ويتعلم الصبر والتأقلم على هذه الأجواء الطبية، وأن يكون متمكناً من اللغة الانجليزية ، ولا يوجد هناك شيء صعب بل هناك : " أنا أريد؟ إذاً أستطيع" .


ونستنتج من خلال تلكَ الأسئلة والأجوبة أن الطبيبة السعودية تمارسُ مهنتها كسائرِ أي امرأة تعمل في مختلفِ القطاعات، وأن الخوف من الاختلاط سببهُ ضعف الوازع الديني لدى بعض الشباب وتحرشهم لبعض الممرضات ؛ لذا عُدمت الثقة وأصبح الخوف على عِرض الممرضة مستمر ، وأُضيفُ على ذَلِك أيضاً أن وجود الطبيبة السعودية في المستشفيات أمر مهم جداً لأنّ حاجتنا لهن واضحة جداً ، لذا أصبح من الأجدر أن نصحح الاعتقادات الخاطئة وأن نرُّد على الاتهامات الباطلة الموجهة لها، فلنفكر قليلاً لو أننا منعنا المرأة من دراسة هذا المجال أو أننا نُحبطها ونخبرها بأنها لا تستطيع السير في هذا المجال , مالذي سيحدُث برأيكم؟
فبتحطيم بعض فئات المجتمع لهنّ ، لن تستطيع الإبداع وإثبات ذاتها في تلك التخصصات لأنها أُحبِطت بما يكفي ، وهناك فئة أخرى من المجتمع تُطالب بالتطور وتُطالب بوجود دكتورات سعوديات، تُطالب بإختراع أدوية لبعض الأمراض ، فَلو نظرنا لمجال جراحة القلب لوجدنا أنه تم اختراع وسيلة لعلاج المرض دُونَ الحاجة إلى فتح القلب وذلك عن طريق صمّام يُزرع في القلب وتُجرى العملية في غضون 15 دقيقة فقط ، الاختراع كان من الدكتورة السعودية " هويدا القثامي " ، ومرض " سرطان الرئة " تم اختراع دواء مستخلص من الطبيعة لعلاج ذلك المرض من قِبَل دكتورة سعودية تُدعى : " فاتن خورشيد " ، وغيرهم الكثير..
وأخيراً لا يوجد فرق بين الطبيبة والطبيب وأن الأنثى لا تقلُ عن الرجل في شيء، وقد تَكُونُ أفضل في هذا المجال لو أُعطيت لها الفرصة الكاملة من تحقيق هدفها والوصول لغايتها ، وبدعمنا ننشئ طبيبات أفضل يساعدنّ في إنشاء مجتمع صحي وواعي ، لا تهدموا رغبات فتياتكم وأعطوهم كامل الثقة وابتعدوا عن العُذر الواهي الذي لا أساس له من الصحة وهو : " لن تدرسي طب لأنه اختلاط " مع العلم أنه في عهد الرسول - صلى الله عليه وسلم - كان الصحابة والصحابيات يعملن سوياً في مجال التجارة ، ولَم يقولوا لنسائهم : " لا تتاجروا ؛ لأنه اختلاط " وكانت الصحابية أم ورقة تستأذن الرسول - صلى الله عليه وسلم - للذهاب مع المجاهدين في الحروب وتعمل كمداوية لجرحاهم وممرضة لمرضاهم ، لم يقولوا لها : " لا تنضمّي إلينا لأنك امرأة أو لا تعالجي جرحانا لأنكِ امرأة " ..
فلنكنْ أمة راقية بتفكيرنا ، ندعم الصحيح المفيد ، ونبتعد عن الفِكر الخاطئ الضار.
للتقييم، فضلا تسجيل   دخول
 2  0  9.0K

التعليقات ( 2 )

الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    17 ديسمبر 2016 04:21 مساءً لوبيز :
    يواد مقال طويييل بس جيد الصراحه
  • #2
    2 يناير 2017 06:12 مساءً شِفا عبدالله . :
    صراحه وبكُل ثقه ؟ ابدعتي زميلتي واُختي عزوف ، وكل الرّجاء ان يكون الحوار مُفيد للبعض لـ مُتحجريْ الاذهان ومُعاقيْ التفكير ومُقيديْ المرأه بـ أنها هي سبب الفتنه وكل أمرٍ مُخالف ينبعُ منها فقط ، ياليت حوارِك يتوارى ويتاوزن في اعمق اذهانهم ووعيهم لمُجتمع قادر ان يسُد حاجة وطنهِ دون تخلّفات ، اُختك ؛ شِفا .