كُنتُ أمشي في عَتمَةِ الليلِ تَحتَ ظِلِ بردٍ قارسٍ على مُرُوجٍ خَضراءَ بِجانِبِ نَهرٍ جَميل
تَسبَحُ على سَطحِهِ الإوَزاتُ
و في مياهِهِ الأسماكُ
و في قاعِهِ حورياتٌ مِنَ السّماءْ
كانَ طَقساً مِنْ طُقُوسِ التَّأمُلِ الخَضراء
مَشَيتُ على ضِفافِهِ حَتَى بَدَأتُ
أمشي ما بَينَ الأرضِ و السّماء
و فَجأةً وَجَدتُ نَفسي ماشياً
على سَقفِ السّماء
فَنَظَرتُ للأسفَلِ فَرَأيتُ انعِكاسَ
السّماءِ على سَطحِ النّهرِ
و رأيتُ نَفسيَ بِجَنَاحَينْ
جَناحُ خُفاشٍ و جَناحُ بَجَعَه
فَأدرَكتُ أنَ هذا انعِكاسُ روحي ما بَينَ عالَمَين
هوَ عالمٌ ثالِثٌ ما بين الحَقيقَةِ و الحُلُم
إنَهُ عالَمُ الخيال
و مِن هُنا بَدَأتُ رِحلَتي في حَديثِ مع السّماء
باحِثاً عَن نَفسي
باحِثاً عَن مَن أنا و ماذا أفعَلُ هُنا ...
الكاتب و الشاعر: محمد حسان مبارك منيني