قد مرّ زمن ....
بكامل دهشتهِ ، بكامل حلته وزهيّه ، كان زمنٌ يغشاه الحُب وتحفهُ النرجسيّه .
زمنٌ ما كان فيه من الأصوات يُسمع عدا أصواتنا نحنُ أنت وأنا
زمنٌ كان ذلك الهواء الطلق كله لنا نستنشقُ عبيرهُ حُبًا ونزفر ثاني أكسجينهُ وردًا
والآن ياسيدي ..
ماعادت .. ماعادت الأرض تسعنا ، وما عاد ما بالكون في قبضتنا وما عاد كان وكنتِ وكنا واقعًا ولا فعلا مضارعا ولا حتى أمرًا يُرجى حدوثه ..
قُتلت فينا الدهشة ، وسرقت الحياةُ مِنا توهجنا وجل طموحنا وصار ماباليدين صفرًا
ظننّا بأننا بالحُب سنملك زمام الأمر كله والكون برمته
وما من شيءٍ من ذلك قد حدث ، الأبواب تؤصد أمامنا في كل حين وطاقةُ تحملنا كبشرٍ لا كملائكة محدودة أو تكاد في هذا الوقت الراهن أن تكون معدومةً
نحاول بكل ما أوتينا أن نكون كغيمتان في السماء اذا اجتمعتا أمطرتا على الأرض فعمها الخير والفرح والسرور والسلام
نحنُ الآن نحاول ونحارب تأملًا في رجوع ماقد فات
يصعبُ علينا جدًا تقبل الحقائق كما هي
لذلك نحاول جهدًا أن نثبت عكس ذلك ، نحاول أن نقف كما كنّا صامدين وننعم في رغد الحياة ناسين بأي منعطفٍ ستعطفُ بنا الحياة بعد ذلك .