شارك أستاذ الإعلام والاتصال بجامعة الملك خالد الدكتور عمر إبراهيم أبو سعدة في المؤتمر الدولي الثاني " الإعلام والإرهاب : الوسائل والإستراتيجيات"، الذي تنظمه جامعة الملك خالد في فندق قصر أبها اليوم، بورقة عمل تحت عنوان " أساليب استخدام التنظيمات الإرهابية للإنترنت" مستدلاً بنموذج تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وطرق استغلالها للوسائل الإعلامية المتنوعة للوصول إلى أهدافها ، وأفرادها.
وأبان أبو سعدة أن التحولات السياسية الجارية التي تشهد المنطقة العربية والعديد من دول العالم الغربي، هيأت لسياق إقليمي مناسب لزيادة دور الجماعات الإرهابية ، وخاصة تنظيم (داعش) الإرهابي, فتصاعد دوره على النحو الذي يظهر في المنطقة العربية والعالم , وتحول إلى ظاهرة عالمية برزت نشاطاته بشكل مذهل عبر وسائل الإعلام، خاصة من خلال شبكة الإنترنت، والتي بدورها هددت استقرار عدد من الدول والمجتمعات العربية والأجنبية، مؤكداً على ضرورة مواجهة هذا التنظيم وأنشطته الإرهابية بكل الطرق والوسائل المناسبة والفعالة.
وأجاب أستاذ الإعلام والاتصال بجامعة الملك خالد في ورقته المقدمة في المؤتمر عن كيفية استخدام التنظيم للإنترنت وبرمجة تحركاته واتصالاته وعملياته الإعلامية، ودواعي استعمال التنظيم للانترنت بمختلف تطبيقاته، مبيناً أبرز الوسائل والطرق الفاعلة لرصد تحركات التنظيم وأنشطته ، وإبراز تأثيراته المحتملة على متصفحي الإنترنت من الشباب العربي.
وطرح الدكتور أبو سعدة في ورقته عددا من الدراسات والتوصيات التي تسهم في رصد نشاطات التنظيم ، وإسهاماتها في مساندة الإعلام الأمني وتطوير استراتيجيات محاربة ظاهرة الإرهاب، التي تنبثق من رصد أنشطة التنظيم والتنظيمات الإرهابية الأخرى عبر صفحات الإنترنت.
بدوره ، قدم الدكتور عثمان مُحمَّد عثمان المشارك من جامعة إفريقيا العالمية ومقرها الخرطوم ورقة حول دور وسائل التَّواصل الاجتماعي في انتشار الإرهاب العالمي، مستشهداً بوسيلة الإنترنت التي مكنت التنظيمات من الوصول إلى الجماهير في أنحاء العالم، والذي أتاح للفرد الفرصة لتبادل المعلومات والأفكار والتعبير الحر، مؤكداً على ضرورة توظيف التكنولوجيا لمكافحة الإرهاب والحد من انتشار التنظيمات الإرهابية التي فتكت بالمجتمعات، وجندت الشباب ضمن صفوفها.
وتناول أستاذا الاتصال والإعلام بجامعة الملك فيصل الدكتور عبدالحليم موسى ، والدكتور لطفي زيادي , الإصدارات الإعلامية التي ساهمت في نشر أيديولوجيات التنظيمات الإرهابية عبر وسائل الإعلام التقليدية والإلكترونية، وكيفية نقل التصريحات والأحداث والتسجيلات عبرها، وذلك لتجنيد الشباب من الجنسين والترويج لأغراضهم الدعائية.
وعن الحرب الإعلامية قال الدكتور لطفي " تشكل الحروب الإعلامية جوهر النزاعات التي يشهدها العالم منذ القرن الماضي، فمنذ ظهور وسائل الإعلام الجماهيرية ذات القدرة الهائلة على الانتشار والتأثير، أصبحت حرب الإعلام أو الحرب التي تخاض عبر وسائل إعلام، نوعا قائما بذاته من أنواع الحروب المختلفة، حروب اقتصادية، تجارية، سياسية، وغيرها، وجزءا أساسيا من الحرب العسكرية التقليدية"، مضيفاً أن إرهابيي ومتطرفي القاعدة ومن بعدهم تنظيم داعش الإرهابي , فهموا أهمية الحرب الإعلامية والدور الأساسي والمحوري الذي يمكن أن تلعبه وسائل الاتصال والإعلام التقلدية، وما يسمى بالإعلام الجديد ومواقع التواصل الاجتماعي (تويتر، فيسبوك، يوتيوب، وغيرها) في استقطاب المجاهدين ـ حسب قولهم ـ، وبث أفكارهم ومعتقداتهم، فجهزوا لها ميزانيات ومعدات ضخمة وسخروا لاستعمالها مختصين وتقنيين متمرسين في التصوير والإخراج الفني وصياغة المضامين الاتصالية والدعائية ، وأتقنوا استعمالها بحرفية عالية، للتواصل مع خلاياهم النائمة في شتى أنحاء العالم، وإيصال أوامرهم ومخططاتهم وتفاصيل العمليات الإجرامية والإرهابية التي يعتزمون القيام بها داخل بؤر التوتر مثل سوريا والعراق وليبيا واليمن، وكذلك داخل عدد من البلدان الأخرى.