أحيانًا قد يبتِعد عنّا صديق ؛ لأنهُ يريد أن يبتعِد ، فنجزع كثيرًا ونعتقد أنّ الدنيا في الآونة الأخيرة ، وأنّه لم يَعُد هُناك شيئًا يستحق أن نعيش من أجله ، ونحزن جدًا حين تُراودنا فكرة أن الجميع أفضل منّا ، دائما نشعر أننا خُلِقْنا للعناء ، والجميع خلِقوا لـ يسعدوا ، فلا أحد يشعُر بنا ، جميعهم يتصفون بالقسوة
وفي الأساس نَحنُ الأفضل :
استمتعنا بحنانِ الأم ، ووجدنا دَلال الأب
بينما هناك طفل وُلِد وحيدًا وماتَ وحيدًا
كيف استطاع ! "ويدٌ واحدة لا تصفّق"
خرج من رَحم والدته العاقر :
لا صوتَ له ، وأمّه خشيَت عليه
كيف لا يبكي !
تأثير الصّدمات المُتتالية :
جعلتها تلحِقُ بوالده المُتوفّي لو كانت لم تلِد آنذاك لـَ زالت في العدّة،
والفاجِعة:
ابِنها في الوقتِ الذي تُوفّيت به بكى،وكأنّه خرج مُطمئنًا راًكِدًا مُستعد للحياة،
وكانت المُفاجئة:
الحلقةُ الأولى للعناء (غالبًا الأطفال يشعُرون صدفة )
نحنُ الأفضل :
نصوم في شهرِ رمضان ونعلم متى سنأكل ! ، وقبل أذانِ المغرب نقوم بطهي كلّ ما لذّ وطاب ، بينما في بعضِ البلدان يترّقبون متى يرحمهم الموت من شدّة الجوع والهلع
نحنُ الأفضل :
لدنيا ثيابٌ نرتديها ولكن نريد ثيابًا جديدة ؛ لأننا دائمًا ننظر للأعلى .. لا نُفكّر بالعُراة الذين يَبحثون عمّ يستر عوراتِهم ولم يجدون شيئًا
نحنُ الأفضل :
لكننا نجحَد كثيرًا ، ونُضيق ونتسخط حين تصيبنا مُصيبة كجوعٍ أو خوفٍ أوقلقْ وننسى أننا نحنُ سبب أنفسنا إذ يقول الله تعالى :
وضربَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آَمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ﴾
فلنحمَد الله في الشدّة والرخاء ونؤمن بفضلهِ وكرمه ' الحمدلله ، "الحمدلله عدد ما ذكرهُ الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون ، الحمدلله حتى يبلغ الحمد منتهاه"
سيأتي لنا يومًا نتمنى تلك الجروح البسيطة التي أصابتنا ورأيناها بأعيُننا كبيرة وكُنّا نستقبلها بعبارة :
" مش وقت الألم ذا يجيني "
سنفتقدها كثيرًا حين نفتقد الاتزان ، والراحة النفسيّة التي لم نشكُر اللهَ عليها
سنقولُ يومًا :
تالله كنّا الأفضل ولكنّنا كفرنا بأنعُمِ لله ، فلنحمد الله على كلّ حال قبل الأوان
"فإنّ بالشكر تدوم النعم"
#وئام_علي