وقتاً مضَى ووقت سيمضي هناك صحراء لا حدود لها بين الوقتين لا شجر ولا ماء فيها .. جلسَ بها وحيداً لا أحد حوله مشَى مسافات طويلة جفَّ ريقه ، أرجُله انتهى مفعولها ..
يصيح لا يسْمَعه إلا صدى صوته ، بحث هنا وهناك ليجد مايُسقيه أو ينقذه ولكن لا جدوى.. وبدأت الشَّمس بالغروب ورجَعت الطيور إلى أعشاشها بعد فراغها وهي تجول طول النهار هنا وهناك تبحث عن غذاء لصغارها ..
فاشتد الظلام فاشتاق لصغاره ولدياره وقضى ليله بين برودة الجو وأصوات الذئاب فراودته عدة أسئلة لا يعرف لها أجوبة وضلَّت تلاحقه كل وقته ..
كيف اهلكَ ؟ كيف صغارك ؟ أين هم ؟ هل احياء أم ماتو من كثر الاشتياق ؟ من بقى منهم ومن رحل ؟!
ومع كل سؤال تمطر عيونه بدموعها الوفيَّه ونزيف قدمِه التي ضلَّت معه بليله ونهاره..
وتمر الأيام ويزداد صبره وأمله بالله بأن ييسّر ما هو فيه الآن ... طال انتظاره والوقت يمر وهو لازال في مكانه فأحسَّ به الوقت فسالَت دمعته ،، وتعُود الأسئلة كيف أهلَك ؟ كيف صغارك ؟ أين هم ؟ هل أحياء أم ماتو من كثر اشتياقهم لك ؟ من بقى منهم ومن رحل ؟!
لا أجوبة سوى دموع الوقت وصدى صوته .
عبد العزيز شيبان دغريري