وجاءَني بعدَ طولِ مُدة
بعدَ انقضاءِ وقت التأَهُبِ والعدة
جاءني نادِمًا وإذا بالدموعِ تجري على خده
وأنا التي اكتسبتُ القسوةَ مِن بعدهِ
جاءَني بعدَ أن تجاوزَ الإحساسُ حده
ومضى مامضى من الزمانِ فأصبحَ الوقتُ مناسِبًا لصدِّه
جاءني صامِتًا وبوجهٍ جامد وعينٍ ثرثارة تفتَحُ بابًا لا أستطيع سدّه
جاءني لائِمًا ! ياللعجب
هل كان يُريد أن أبدأ بالعتابِ ضدِه ؟
أماأصبحَ الوقتُ كافِيًا لأنسى طوائِفَ من كان وحتى جده !
كان الأمرُ دعابة ؟ لا أظن ، ولكن لستُ من اللُّعبِ السُّذج في يدِّه
اعتذِر عمّا مضى وماخلّفتَه هذا الذي أستطيع ردّه
أمازلتَ واقِفًا ،
حائِرَ الأعين ، تائه اللسان ، شارِدَ الفكر
بالله تحدّث إن كان هناك ماتُبدِه
ترحّل فأنا من اعتادَ أن يكون وحده
فلا تُدميني كرّةً أخرى ولا تُذيقني ألمَ الفِراقِ وَحَدَّه
لِمَ عُدت بعدَ انقضاءِ المدة ، فلا الوقتُ كافيًا لإعادةِ اعداد العدة ، لله لله كلٌ في طريقٍ يمضي وحده .