قطعت دموع اليتم أنفاس اليتيم ،
فتمنى لو يرجع الدمع حضن أمه لحظة واحدة فيودعها ويودع من احتضنته في بطنها تسعة أشهر لحظاتٍ بل سويعاتٍ معدودة ، ليقبل جبينها العطر الرقيق ، ويغمر أنفاسه المحروقة في صدرها فتلمه وتخفيه عن الأعين التي تراقبه بين الحشود ...
تربى وحيداً في دار اليتامى بلا أم ولا أبٍ ولا حتى قريب يداري حزنه الباكي الشجي وينسيه مرارة اليتم القاتلة ...
إنه حقاً اليتيم ...
الذي لم يتمالك نفسه ودمعه وأشجانه في سكب حرقته بين مئات وربما بين آلاف المتفرجين عليه من الحشود الآدمية ... فمنهم من عبر بدمع البكاء شفقة له ومنهم استعطافاً لحالته ...ومنهم من هي أم ووالدة أحست بما يكنه قلب اليتيم إذا فقد الغالية الثمينة التي لا تعوض بثمن ولا مقدار ...!
تهافتت أحضان الجميع تلملم ما تفرق من حزنه الذي لم يكن بإمكانه أن يخفيه بين الستار بل أعلنها قائلاً " أنا فقدت أهلي كلهم .. أنا ربيت في ميتم "
قالها ودمع العين يسكبه..
سكب المياه في جرة الماء..
قالها والحزن المر يحبسه..
بين الضلوع ومجرى الهواء..
الإثنين ٧/صفر/١٤٣٨ هـ
٧/نوفمبر/٢٠١٦م