• ×

قائمة

Rss قاريء

بلا خيار آخر

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
نبراس - سوسن علي - جدة 
لا خيار آخر.. أنا حزينة ، مثل القدس تماماً ، ربما مثل بغداد أيضاً..يتولاني الصمت والوجوم، كل الأحاديث حولي خرائب جمة، الخسائر فادحة، أنظر إلى العالم بعجلة كأنه سينتهي بعد قليل ، كأني سأموت أو ربما أنا ميته بالفعل ، لا أعلم.. ثمة أشياء كثيرة لا أعلمها ، فلماذا كل هذه الحروب ؟!
ومافائدة القتل ؟
! ولماذا كل هذا التناحر؟
ولماذا يبدو العالم على هذه الدرجة من الكآبة ؟!
ولماذا لا تهّب عاصفه على ذكرياتي وتقتلعها ؟!
ولماذا تبدو الوجوه التي نصادفها بكل هذا التعب؟!
لا أحد يجيب..أعود للصمت ،الأسئلة لا تؤتي أكلها ،الصبر يتآكل ،وبات يتدلى من صدري الكلمات وسوادها.. الله غالب ..
أحاول ألا أقع، أتماسك مجدداً، أو أستمسك بالحياة كحلٍ وحيد.. قال لي يوماً عجوز أنكره العالم :
الحياة ليست وجه أبيك المليء بالسكينة كما أنها ليست وجه ريكي مارتن المفعم بالجمال .. الحياة بلا وجه تقريباً .. شبح كبير يأكل نفسه ويأكلنا.. يا ابنتي : ناضلي من أجل ألا تبقي لقمة سهلة المضغ للحياة ، كوني شديدة المرارة من أجل نفسك..
قلبي يرجف كل ما مر بقربي عجوز هرم ، جنازة مسرعة ، مريض يتألم ، الإنسان يذبل ككل شيء.. الأحزان إعصار ملتهب، الحياة بركة فاسدة ، والعمر سراب يتبدد..
أنا حزينة مع الأسف ، لكن أحاول أن أناضل ، من أجل أن أبقى لقمة لا تستساغ، أناضل جّدياً.. لا خيار آخر.
للتقييم، فضلا تسجيل   دخول
بواسطة : سمر ركن
 0  0  838

التعليقات ( 0 )