رفاهية الانهزام

ثم إني في أحد الأيام سأقف في مكان أبعد مايكون عن الآن، بشعور أبعد مايكون عن الآن، بثبات أكثر مايكون من الآن..
ثم إني في أحد الأيام سأتزمزم بعد كل هذا التمزق، وأتكلم بعد كل هذا السكون، وأرمرم بعد كل هذا التقوض، وأبنى من جديد.
ثم اني في أحد الأيام فيم أعتلي مركبتي ساهمة في سرب الأشجار الممتد على حافتي الطريق سأذكر هذا اليوم، سأذكره جيدا؛ حين وضعت يدي على ثقب قلبي المستشري في الاتساع، حين ارتجعت دمعة حارت في حلقي وتنهدت ثم تماسكت ونظرت للسمآء، حين استحييت البكآء.
حين شددت أزر قلبي وحدي، ونفضت عثرة أحزاني وحدي، وهندمت أسبال ردائي وحدي، وحملت أثقالي وحدي،
وجررت قدماي جرا،
واستحثثتني للحياة.
ثم اني في احد الايام ساداعب خدي صغيري مناغية أنظر لعينيه: لأجلك انت عملت جاهدة لأصبح الشخص الذي تفخر به حين يشتد عودك، لأجلك أنت ماكان لي أن أتهشم وأنا كنت أبنيك، وأتحطم فيم كنت أعليك، وأيبس فيم كنت أرويك، وأيأس وأنا أنبت الأمل فيك.
حتى الاستسلام في بعض الاحيان رفاهية ليس من حقك ممارستها حين يتعلق ثبات غيرك باتزان كيانك، عليك ان تجد اي طريقة كانت للاستمرار ..
حتى الانهزام،التخاذل، عدم المضي للأمام؛ في بعض الاحيان ليست وجهة متاحة للاختيار..
ليس لك الا ان تصبح قويا، مالم تكن قويا بالدرجة الكافية تعلم القوة، اكتسبها بالتدريج، شئت أم "بكيت" يتحتم أن تجد لك عودا تصلب عليه قامتك بغية ألا تنهار، حتى تنبت من متاعبك كيانا صلبا يمتهن السير غدا في طرقات في هذا العالم منتصبا، سواء أتيح أو لم يتح له الاختيار .