مذكرات "بنجَر السكر "
← الجزء الأول:
" كيف الاستعداد للسفر ؟
- لا أعلم .. فهذا الشيء مجهول بالنسبة لي ! "
• أنا لا أحلم كثيراً ،لمن يعرفني عن قرب يفهم أني لم أكن يوماً حالمَة ، ربما أحاول جاهدة حتى أنهي مهامي لكنني لا أمتلك تلك الرغبة الجامحة لإنهائها ! فخطواتي مسيرة ورغم كل هذا وذاك ،احترم ما أفعله وأعطيه كل مالدي حالما تلمسه يدي للمرة الأولى ويدرك عقلي أن القدر قد أتى به إلي!
في الثاني والعشرين من يوليو الفائت كانت تراودني حالة خمول وكسل بعد سنة دراسية منهكة يرافقها "مشروع التخرج" ،كنت أغط في نوم عميق عندما تلقيتُ اتصالا من رقم أعرفه ،صديقتي في السفَر ،لابد أنها ستسألني عن ورقة نحتاج إلى إنهائها للسفارة أو بريد يجب ارساله للشركة ،استيقظت على مضض لأفتح البريد الالكتروني الذي يتضمن رسائل عديدة "غدا موعد السفر " إذن حانت اللحظة التي انتظرتها - ليس شغفا - ولكنها تجربة فقط !
بعدها كل شيء سارَ على مايرام بعد شهر هو الدهر بالنسبة لنا كمبتعثين للتدريب،بعد مسؤولية تحملناها جميعا حتى يرى حلمنا النور .
في طريق المطار ابتعثت رسالَة لأحدهم :
" لستُ قلقة من الطائرة كما أنني لست خائفة من التجربة.. ولكن يقلقني أن يكون المطار مزدحماً ..أخشى منظر الازدحام كثيراً !! "
قبيل منتصف الليل كنتُ أقبع في مقعد الطائرة أسترجع شيئا مما حدَث وأفكر قليلاً فيما سيحدث ،كانَ الليل طويلاً لن أبالغ لو ذكرت أنها أطول ليلة عشتها في حياتي ..!
كنتُ لحظتها سعيدَة جداً أشعر بأن شيئا جميلا سيحدث،شيء لايستحق مني عناء التفكير العميق فيما حدَث قبل أن نغادر إلى بلَد آخر، عاهدت نفسي على مبدأ "عش اللحظة " حتى يتسنى لي الخوض في تفاصيل هذه الرحلة براحَة، والأهم الخوض في تفاصيل ذات "وداد" فهي تهمني أكثر من أي شيء آخر.
في صباح الرابع والعشرين من يوليو كنا في مكان آخر بعيداً عن بلادنا بمقدار تسع ساعات زمنية بالطائرة، كنتُ بخير وكان كل شيء هناك ينذر بالسعادَة إلا أن شيئا ما لَم يحدث ! " لم اندهش حتى الآن "
هل تدرك معنى أن لاتدهشك الأشياء من حولك ؟
هذا يعني أن في النفس فراغ لاتملئه الأماكن !
تأملتُ كثيراً على أمل الاندهاش ولم يحصل أو ربما أنه لم يكن الوقت المناسب لحصوله،فحالما وضعنا الحقائب في الفندق جبنا أماكن كثيرة في المدينة مشياً ،كل شيء هناك مختلف وليس كل شيء "مدهش" بالنسبة لي !
والمسافات التي تعودنا عليها في آخر الأيام كانت في تلك اليوم طويلة وشاقة جداً ! كنا نعدُ الخطوات وكأننا ننتقل من بلاد لأخرى في ذات المدينة!
من المواقف الأولى التي تجذب نظر أي فتاة مسلمة في بلد اوروبية هي "النظرة المختلفَة " فهذه النظرات قد تشمل معانٍ كثيرة هناك ( في مواقف لاحقة ستفهمون ما أقصده ) أثارت استغرابي منذ اليوم الأول ،وعوضا عن التفكير بالمكان كنت أفكر في الناس هناك!
فتاة تعشق قراءة المجتمعات وإن كان الأمر مبهما وصعبا بالنسبة إليها ،يدهشها تلك المجموعة الجالسة على زاوية مقهى مفتوح على الطريق و التي تطلق النظرات الحادة على فتيات مسلمات أكثر من دهشتها بطبيعة امستردام الساحرة ومبان لاهاي العتيقة!.
أذكر بعدَ ذلك اليوم المتعب عدتُ إلى الغرفة أفكر في تلك النظرات بعمق حتى وصلتني رسالَة من احدَهم يهنئني بسلامة وصولي هناك ، واستغليت وقتها فرصة معرفته الواسعة بتلك البلدان ومعلوماته المتنوعة المتنوعة بطرح الموضوع فما كان منه إلا أن يذكر أربع كلمات لازلت احتفظ بها في عقلي حتى اليوم : " ربما بسبب التيار اليميني!"
ماعلاقة هذا التيار بتلك النظرات؟
وكيف تسير أمور الجالية المسلمة في هولندا ؟
← الجزء الأول:
" كيف الاستعداد للسفر ؟
- لا أعلم .. فهذا الشيء مجهول بالنسبة لي ! "
• أنا لا أحلم كثيراً ،لمن يعرفني عن قرب يفهم أني لم أكن يوماً حالمَة ، ربما أحاول جاهدة حتى أنهي مهامي لكنني لا أمتلك تلك الرغبة الجامحة لإنهائها ! فخطواتي مسيرة ورغم كل هذا وذاك ،احترم ما أفعله وأعطيه كل مالدي حالما تلمسه يدي للمرة الأولى ويدرك عقلي أن القدر قد أتى به إلي!
في الثاني والعشرين من يوليو الفائت كانت تراودني حالة خمول وكسل بعد سنة دراسية منهكة يرافقها "مشروع التخرج" ،كنت أغط في نوم عميق عندما تلقيتُ اتصالا من رقم أعرفه ،صديقتي في السفَر ،لابد أنها ستسألني عن ورقة نحتاج إلى إنهائها للسفارة أو بريد يجب ارساله للشركة ،استيقظت على مضض لأفتح البريد الالكتروني الذي يتضمن رسائل عديدة "غدا موعد السفر " إذن حانت اللحظة التي انتظرتها - ليس شغفا - ولكنها تجربة فقط !
بعدها كل شيء سارَ على مايرام بعد شهر هو الدهر بالنسبة لنا كمبتعثين للتدريب،بعد مسؤولية تحملناها جميعا حتى يرى حلمنا النور .
في طريق المطار ابتعثت رسالَة لأحدهم :
" لستُ قلقة من الطائرة كما أنني لست خائفة من التجربة.. ولكن يقلقني أن يكون المطار مزدحماً ..أخشى منظر الازدحام كثيراً !! "
قبيل منتصف الليل كنتُ أقبع في مقعد الطائرة أسترجع شيئا مما حدَث وأفكر قليلاً فيما سيحدث ،كانَ الليل طويلاً لن أبالغ لو ذكرت أنها أطول ليلة عشتها في حياتي ..!
كنتُ لحظتها سعيدَة جداً أشعر بأن شيئا جميلا سيحدث،شيء لايستحق مني عناء التفكير العميق فيما حدَث قبل أن نغادر إلى بلَد آخر، عاهدت نفسي على مبدأ "عش اللحظة " حتى يتسنى لي الخوض في تفاصيل هذه الرحلة براحَة، والأهم الخوض في تفاصيل ذات "وداد" فهي تهمني أكثر من أي شيء آخر.
في صباح الرابع والعشرين من يوليو كنا في مكان آخر بعيداً عن بلادنا بمقدار تسع ساعات زمنية بالطائرة، كنتُ بخير وكان كل شيء هناك ينذر بالسعادَة إلا أن شيئا ما لَم يحدث ! " لم اندهش حتى الآن "
هل تدرك معنى أن لاتدهشك الأشياء من حولك ؟
هذا يعني أن في النفس فراغ لاتملئه الأماكن !
تأملتُ كثيراً على أمل الاندهاش ولم يحصل أو ربما أنه لم يكن الوقت المناسب لحصوله،فحالما وضعنا الحقائب في الفندق جبنا أماكن كثيرة في المدينة مشياً ،كل شيء هناك مختلف وليس كل شيء "مدهش" بالنسبة لي !
والمسافات التي تعودنا عليها في آخر الأيام كانت في تلك اليوم طويلة وشاقة جداً ! كنا نعدُ الخطوات وكأننا ننتقل من بلاد لأخرى في ذات المدينة!
من المواقف الأولى التي تجذب نظر أي فتاة مسلمة في بلد اوروبية هي "النظرة المختلفَة " فهذه النظرات قد تشمل معانٍ كثيرة هناك ( في مواقف لاحقة ستفهمون ما أقصده ) أثارت استغرابي منذ اليوم الأول ،وعوضا عن التفكير بالمكان كنت أفكر في الناس هناك!
فتاة تعشق قراءة المجتمعات وإن كان الأمر مبهما وصعبا بالنسبة إليها ،يدهشها تلك المجموعة الجالسة على زاوية مقهى مفتوح على الطريق و التي تطلق النظرات الحادة على فتيات مسلمات أكثر من دهشتها بطبيعة امستردام الساحرة ومبان لاهاي العتيقة!.
أذكر بعدَ ذلك اليوم المتعب عدتُ إلى الغرفة أفكر في تلك النظرات بعمق حتى وصلتني رسالَة من احدَهم يهنئني بسلامة وصولي هناك ، واستغليت وقتها فرصة معرفته الواسعة بتلك البلدان ومعلوماته المتنوعة المتنوعة بطرح الموضوع فما كان منه إلا أن يذكر أربع كلمات لازلت احتفظ بها في عقلي حتى اليوم : " ربما بسبب التيار اليميني!"
ماعلاقة هذا التيار بتلك النظرات؟
وكيف تسير أمور الجالية المسلمة في هولندا ؟
برأي ليس هناك اجمل من وطننا الغالي
اللهم احفظ قائدها وشعبها*