قلوبِنا أشبه بوعاء عميق، وعاء يُسكب بِهِ جلّ أشياؤنا، خيباتنا، أحلامنا الشاهقة، وتفاصيلنا الصغيرة، هناك في حُجراته الأربعة، حيث لا يُسمع سوى دقَّات تزايدت بعدما انطفىء حلمها وانقبض، أو دقَّات تباطئت بعدما انفلق النور وانبسط.
هناك تقطن مئة أمنية، وألف رغبة، والكثير من أحلام اليقظة!
ولا أحد يشعر بها سِوانا ومن سَوّانا.
هناك يُستشف النقاء، ويُرى السواد وإن توارى!
لأن قلوبنا وعاء، وكل وعاء بما فيه ينضح.
قطنًا كغيمة،
صلبًا كجلمود!
مُضيئًا كالقمر،
قاتمًا كالليل!
نحن من نختار كيف نُشكَّل قلوبنا! وبماذا نملؤُها!
لأنَّ أن صَلحتْ قلوبنا صَلَحَ الجسد كُلّهُ، وإن فَسَدتْ فسد الجسد كله .