صَـبـيَّـةٌ بِــزلالِ المُــزنِ كـاليَـاقـوتِ
في شَعرِها موجةٌ تَشتقُّ مِن صَمتِ
كَـأنَّـمـا شَـعــرهَـا أرضٌ مُـلـفَّـفـةٌ
بـاليـاسـمـينِ وبـالـرُمانِ والـتُـوتِ
تُهدي ثِماراً منَ الأطيابِ نَكهَتُها
كَنفحِ وَردٍ لشمسٍ عَاطفَ اللِّيتِ
تُـلهيكَ أجفـانهَا عـن كـلِّ بـارقةٍ
يُديرها حدقٌ أصحَى السَّبابيتِ
وكـلُّ ما قيـلَ عنهَـا كانَ بالخَطلِ
وانِّي على خطَلٌ في الصَّبِّ مَنكوتِ
نَظـراتُهـا لـلصَّبـاحِ لَحـنُ ملـهِيةٍ
وَفي الدُّجى رُجمَت منها العَفاريت
ترَى عليها حُدودَ الكُحلِ طاغِيةٌ
والـرِّمشُ حُـرَّاسُ فِيها بالمَواقيتِ
فَجفَّفتْ ماءَ عيني شِدَّةُ الحَوَرِ
ظَننتُ إنِّي عليهـا غيرَ مَبخوتِ
آلَـت إلـيَّ أنَـا والـعيـنُ نَـجـلاءُ
وأدلَجَت أعينِي في الرُّوحِ بالقُوتِ
كـأنَّهـا فلَـكٌ تَحـتارُ مِـن سَغَبِي
تَرشي حُثاثَ عيوني سِحرَ هَاروتِ
تَـقولُ تَـرنيـمةً يَختـالهـا خَـجـلٌ
علِـمتُ منهـا بأنِّي كنتُ مبخوتِ
أحبُّها وأحبُّ الشِّعرَ مِن فَمِهَا
إذا نَثرتُ لهـا قالت كَفى ذَاتِ
- فؤاد المرغلاني