ولأنها أمي يَا سر الهوى الذي لايُفسر ولا يُنطق ، والمعجزة التي تغنى بأمومتِها الشعراء ، يامن هويتك وسأهوى قاع قدميكِ قولي يا ليلكةً دمشقية وتفاحة بنفسجية!؟ على طريقة أوصفكِ فيها! ماذا أكتب عنكِ أأوفيكِ حقكِ ! أم أن حرفي وحبري سيعجزُ عند وصفكِ ! أخبريني ياأمي هل أنا سأقدر على أن أرسم بإحترافٍ على كلمات وصفكِ! أو على إيقاع نغمكِ !
أم أنني أحاول هباءً أن أصف جنةّ لم يأت في كتاب الله دليل على أني سأقدر أن أرد رُبع فضائِلها علي! أمي وحناني أتعلمين صدقّ أبويكِ ما كذبوا حينما أطلقوا عليكِ أسم (حنان) فَـ أنت فعلاً أسمٌ على مُسمى ، أنتِ صيغة للحنان والعطف والرحمة والرقة والمحبة ، أتعلمين يا أمي أني قد أحتليت عرش النجوم لأنكِ أمي وبحضوركِ البشر جماد حتى وأن وجدوا ،ولأني تكونتُ فيكِ وخُلقت منكِ وأخذت منكِ خُلقاً أفخر به، شكراً من أعماق أعماق قلبي لأنكِ أمي ولأن حياتي بكِ جنة، شكراً لأنكِ مُعلمتي في هذه الدنيا وعلى رائحة الطُهر المُنبعثةِ منكِ فَمنها أنا أخذتُ قوتي ونقاء قلبي وعلى عطائك لي فَأنا وربي وربكِ محظوظةٌ بكِ لحد النخاع ، فيا أمي أيا أمي إشهدي علي أني لم أعثر مثلكِ أحد ولم أرى لطيبتكِ مثيلا من نساء العرب والسند ! توصيني على نفسي كما لو أنكِ لم تعيشي سعيدةً إلا بسعادتي ، شكراً أمي شكراً من هنا للعالم الأصفر لأنكِ تعبتي في تربيتي ولأنكِ أعطيتيني من عمركِ ووقتكِ وراحتكِ وصحتكِ الشئ الكثير الذي لا أستطيع ردهّ ، شكراً من أعماق البحار على أنك كنت السفينة المُنجية لي من عواصف هذا الكون و لأنكِ كنت النخلة التي ضلعها نضيد في أشواكِ زهري ، ولأنك الملاك الذي يهديني لطريق الصواب ، فعلاً يا حبيبتي الأم تبقى أم وإن كثر سُكانها وإن كثرت أحزانها ، وبحق من رفع السماء بلا عمد وبسط الأرض على ماء وبكل ماهو مُقدس أني سأصلي دوما لأشكر الله عليكِ ، وأقسم بالله غير مضطرةً أوحانثه أني سأبقى على عهد الله بارةً مطيعة لكِ لأنكِ وصيتي من الله عز وجل، وأنا بإذنه تعالى سأبِر بكِ والله على ما أقول شهيد يا حنانة وحمامة الفؤاد.