من منا لا يذنب؟ ومن منا لم يخطئ؟ ولكن بعض الأخطاء تجعل غيرنا يدفع ثمنها غالياً،ويمكن أن يمضي كامل عُمره وهو يدفع الثمن،وذلك بتشهيره وفضح أمره،فلا خوف من الله ولا حياء يمنعهم.
قال الرسول صلى الله عليه وسلم((لا يستر عبد عبداً في الدنيا،إلا ستره الله يوم القيامة))
ضيفنا في هذا الحوار الكاتب السعودي المبدع/سليمان مسعود.
١-أهلاً وسهلاً بك؛أستاذ سليمان،أتمنى أن تعطي قرائنا الكرام نبذة موجزة عنك؟
أهلًا بك أستاذة أمل، بدايةً أشكرك لإتاحة هذه الفرصة للإلتقاء بك وبالقرّاء الأفاضل على سطرٍ من نور، وآمل أن أوفق وتكون لهذا الحوار ثمرة يانعة يجني قطافها من يمرّ هنا مرورًا أنيقًا عبقًا.
وبالحديث عنّي، فأنا قلمٌ حمِل على عاتقه مسؤولية ألا يكون نسخة أعيد تكرارها آلاف المرات أو ورقةٌ لا تختلف كثيرًا عن مثيلاتها في الكتاب، أحاول أن أقول شيئًا للعالم عن طريق الكتابة.
٢-بدايةً ما تعريفك للتشهير؟.
أعتقد أن التشهير في وقتنا الحالي وصل إلى أوج فظاعته وذروة نشاطه، لما ساعده على ذلك وسيلة الانتشار السريعة وضعف الوازع الديني والأخلاقي لدى الأفراد الذين يساهمون في ذلك بقصد أو بغيره، وعندما أقول بغيره يعني ألا يتورّع المرء أن يطأ بقدمه في حمى هذه الآفة المجتمعية.
أما تعريفه فهو: القيام بإطلاع الناس على حقيقةٍ ما لا يعرفونها وتخص فردًا بعينه أو جهة ما، مما يكره صاحبها أن يطلع عليها أحد أو يساعد في نشرها، لأنها أضرارها عليه عديدة.
٣-برأيك ماهي أقذر مظاهر التشهير؟.
بلا شك هي ما خص الجانب الأخلاقي، والذي حفظه الشرع للناس، وأوجب في ذلك الستر الذي توعد الذين ينتهكونه وأثنى على حافظينه، وإن هذا الجانب هو أكثر ما ينتهك في وقتنا الحالي، بلا أدنى مسؤولية ودون الالتفات لعظم تبعاته التي يصاب بها المرء وذويه.
٤-من وجهة نظرك ماهي الأسباب والدوافع التي تجعل الناس ينشرون فضائح الآخرين؟.
جزء منها دوافع وأسباب شخصية، مثل الحقد والانتقام والحسد وغيرها، وجزء منها آخر مجتمعية أو فئوية، بمعنى أن تكون هناك فئات من المجتمع لا تتورع عن أسبقية نشر الأخبار بغض النظر عن ما قد تسببه هذه الأسبقية من ويلات على الناس، وبلا شك فإن ضعف الوازع الديني هو أساس لمثل هذه الممارسات التي نهى عنها الشرع وأمر بحفظها بالستر وعدم التجسس على الآخرين، ولو نظرنا عن كثب سنجد أن أكثر ما يحدث من تشهير هو بسبب التجسس على الآخرين، وبذلك يكون قد وقع المشهر في النهي الصريح والمباشر الذي توعده القرآن وأمر باجتنابه.
٥-البعض يتخذ من التشهير وفضح الناس نوعاً من اللهو والتسليه وإضحاك الآخرين،كلمة توجهها لهم؟.
الحقيقة أن من جعل خصوصيات الآخرين وأسرارهم باباً للهو والتسلية، فإنه أشبه ما يكون بالذي يضحك على مبتلى يوشك الله أن يشفيه ويبتليه. والدنيا دائمًا تدور وأن يحفظ المرء أسرار غيره أفضل له من أن يُكشف سره يومًا.
٦-هل ترى أن الغيرة سبب في نشر الفضائح؟.
هي إحدى الأسباب والدوافع الشخصية التي قد تجعل المرء يشهر بالآخرين، لكني أعتقد أنها ليست السبب الأكبر، فليس كل المشهرين مرضى بعقدة النقص التي يعاني منها من يشهر بسبب الغيرة.
٧-شآب أوهم فتآة بحُبه لها،وثقت به وأرسلت صور لها،بعد ذلك تم تهديدها من قبله إن لم تفعل مايريد ستُفضح،تعليقك؟.
لكل منهما وزره في ذلك، ولكن الأدهى والأمرّ هو استجابتها له، لأن من يفعل ذلك مرة لن يكون قنوعًا فيكتفي بواحدة، وإنما تليها مرات ومرات تتمنى لو لم تطعه في المرة الأولى. وأما هو فهو على دينٍ حتى يُقضى منه.
٨-من يحاول تتبع عورات الناس وتتبع أخطائهم ومن ثم التشهير بهم وفضحهم،يحتاج إلى علاج؟.
يحتاج إلى توبة، فهو كما أسلفت وقع في نهيٍ صريح من القرآن، ومن تتبع عورات الناس تتبع الله عورته حتى يقضى منه، وعلاجه إما توبة أو دين لا ثالث لهما.
٩-هل للتربية والنصيحة دور في التشهير ونشر فضائح الناس؟.
بلا شك فإن الدين النصيحة، ولا نحمّل التربية الجزء الأكبر من ذلك، لأن التشهير سلوكًا فرديًا ينجم عن خللٍ في الشخص نفسه، إما خللًا دينيًا أو أخلاقيًا.
١٠-كيف نحتوي الذين تم التشهير بهم ونشر فضائحهم؟.
لا نستطيع أن نفعل ذلك بالشكل الشمولي لكلمة احتواء، وإنما أن يكف كل شخصٍ يده عن مداولة ما يساعد على ذلك، وفي عصر برامج التواصل فإن الدخول في ( الوسم ) والنصيحة فيه هو بطريقة أخرى مساعدة على انتشاره، والأحوط أن ينتبه كل امرئ مما قد يوقعه في حرجٍ أو موقف ضعف لأن الذين يسعون إلى الأسبقية في نشر ما يسوءه يقفون خلف أبوابه لا ينامون.
١١-أطلق العنان لقلمك وخُص هذا الحوار بالتألق مع قلمك؟.
فعلتُ شيئًا مشيناً، وحسبت الله لا يعرف أني فعلتُ
وخبأتُ فعلتي في مكانٍ أمينٍ ونسيته، والله لا ينسى ما أذنبته، وبعد سنينٍ جاءني لصٌ وبحث عن سري الذي أخفيته، وقال للناس جميعهم، أيها الغافلون، تحسبونه على خيرٍ وإنه من الصالحين!!
انظروا إليه إني فضحته، وإني لدي عنه أكثر مما ترون. فأخذ كل واحدٍ منهم بسرّي فوزّعه، فحزنتْ أمي وأبي طأطأ الرأس عند خالي وعمّي، وأقران أولادي سخروا منهم وزوجتي صدّت وجهها عنّي، والله وحده يعلم أني قد تبتُ إليه من سنين قبل أن يعرفوا فعلتي ويكشفوا سرّي.
وبعد عام الفضيحة هذا، رأيتُ كل الذين نشروا وسخروا وشهّروا، معلقين بأسرارهم وقد بانت فضائحهم وقُضي الدين بيني وبينهم.
للمشهّر: لا تظن أنك في معزلٍ عن هذا، وحين تكشف سر غيرك سيكشف الله سرك.
لعامة الناس: إذا أخطأت فتب إلى الله، وامحو خطأك، وما تخشى أن يطلع عليه الناس فلا تطلع عليه غيرك، وتثبت جيدًا ممن تثق.
وفي الختام كل الامتنان لك/أستاذ سليمان مسعود على هذا الحوار المتألق،كما أني سعيدة جداً بإجراء هذا الحوار معك كونك شخصية مبدعة دائماً بالنسبة لي،وأشكرك أيضاً من كل قلبي على تخصيصك الوقت للحوار،سائله الله عز وجل دوام الأبداع والتوفيق لك .
قال الرسول صلى الله عليه وسلم((لا يستر عبد عبداً في الدنيا،إلا ستره الله يوم القيامة))
ضيفنا في هذا الحوار الكاتب السعودي المبدع/سليمان مسعود.
١-أهلاً وسهلاً بك؛أستاذ سليمان،أتمنى أن تعطي قرائنا الكرام نبذة موجزة عنك؟
أهلًا بك أستاذة أمل، بدايةً أشكرك لإتاحة هذه الفرصة للإلتقاء بك وبالقرّاء الأفاضل على سطرٍ من نور، وآمل أن أوفق وتكون لهذا الحوار ثمرة يانعة يجني قطافها من يمرّ هنا مرورًا أنيقًا عبقًا.
وبالحديث عنّي، فأنا قلمٌ حمِل على عاتقه مسؤولية ألا يكون نسخة أعيد تكرارها آلاف المرات أو ورقةٌ لا تختلف كثيرًا عن مثيلاتها في الكتاب، أحاول أن أقول شيئًا للعالم عن طريق الكتابة.
٢-بدايةً ما تعريفك للتشهير؟.
أعتقد أن التشهير في وقتنا الحالي وصل إلى أوج فظاعته وذروة نشاطه، لما ساعده على ذلك وسيلة الانتشار السريعة وضعف الوازع الديني والأخلاقي لدى الأفراد الذين يساهمون في ذلك بقصد أو بغيره، وعندما أقول بغيره يعني ألا يتورّع المرء أن يطأ بقدمه في حمى هذه الآفة المجتمعية.
أما تعريفه فهو: القيام بإطلاع الناس على حقيقةٍ ما لا يعرفونها وتخص فردًا بعينه أو جهة ما، مما يكره صاحبها أن يطلع عليها أحد أو يساعد في نشرها، لأنها أضرارها عليه عديدة.
٣-برأيك ماهي أقذر مظاهر التشهير؟.
بلا شك هي ما خص الجانب الأخلاقي، والذي حفظه الشرع للناس، وأوجب في ذلك الستر الذي توعد الذين ينتهكونه وأثنى على حافظينه، وإن هذا الجانب هو أكثر ما ينتهك في وقتنا الحالي، بلا أدنى مسؤولية ودون الالتفات لعظم تبعاته التي يصاب بها المرء وذويه.
٤-من وجهة نظرك ماهي الأسباب والدوافع التي تجعل الناس ينشرون فضائح الآخرين؟.
جزء منها دوافع وأسباب شخصية، مثل الحقد والانتقام والحسد وغيرها، وجزء منها آخر مجتمعية أو فئوية، بمعنى أن تكون هناك فئات من المجتمع لا تتورع عن أسبقية نشر الأخبار بغض النظر عن ما قد تسببه هذه الأسبقية من ويلات على الناس، وبلا شك فإن ضعف الوازع الديني هو أساس لمثل هذه الممارسات التي نهى عنها الشرع وأمر بحفظها بالستر وعدم التجسس على الآخرين، ولو نظرنا عن كثب سنجد أن أكثر ما يحدث من تشهير هو بسبب التجسس على الآخرين، وبذلك يكون قد وقع المشهر في النهي الصريح والمباشر الذي توعده القرآن وأمر باجتنابه.
٥-البعض يتخذ من التشهير وفضح الناس نوعاً من اللهو والتسليه وإضحاك الآخرين،كلمة توجهها لهم؟.
الحقيقة أن من جعل خصوصيات الآخرين وأسرارهم باباً للهو والتسلية، فإنه أشبه ما يكون بالذي يضحك على مبتلى يوشك الله أن يشفيه ويبتليه. والدنيا دائمًا تدور وأن يحفظ المرء أسرار غيره أفضل له من أن يُكشف سره يومًا.
٦-هل ترى أن الغيرة سبب في نشر الفضائح؟.
هي إحدى الأسباب والدوافع الشخصية التي قد تجعل المرء يشهر بالآخرين، لكني أعتقد أنها ليست السبب الأكبر، فليس كل المشهرين مرضى بعقدة النقص التي يعاني منها من يشهر بسبب الغيرة.
٧-شآب أوهم فتآة بحُبه لها،وثقت به وأرسلت صور لها،بعد ذلك تم تهديدها من قبله إن لم تفعل مايريد ستُفضح،تعليقك؟.
لكل منهما وزره في ذلك، ولكن الأدهى والأمرّ هو استجابتها له، لأن من يفعل ذلك مرة لن يكون قنوعًا فيكتفي بواحدة، وإنما تليها مرات ومرات تتمنى لو لم تطعه في المرة الأولى. وأما هو فهو على دينٍ حتى يُقضى منه.
٨-من يحاول تتبع عورات الناس وتتبع أخطائهم ومن ثم التشهير بهم وفضحهم،يحتاج إلى علاج؟.
يحتاج إلى توبة، فهو كما أسلفت وقع في نهيٍ صريح من القرآن، ومن تتبع عورات الناس تتبع الله عورته حتى يقضى منه، وعلاجه إما توبة أو دين لا ثالث لهما.
٩-هل للتربية والنصيحة دور في التشهير ونشر فضائح الناس؟.
بلا شك فإن الدين النصيحة، ولا نحمّل التربية الجزء الأكبر من ذلك، لأن التشهير سلوكًا فرديًا ينجم عن خللٍ في الشخص نفسه، إما خللًا دينيًا أو أخلاقيًا.
١٠-كيف نحتوي الذين تم التشهير بهم ونشر فضائحهم؟.
لا نستطيع أن نفعل ذلك بالشكل الشمولي لكلمة احتواء، وإنما أن يكف كل شخصٍ يده عن مداولة ما يساعد على ذلك، وفي عصر برامج التواصل فإن الدخول في ( الوسم ) والنصيحة فيه هو بطريقة أخرى مساعدة على انتشاره، والأحوط أن ينتبه كل امرئ مما قد يوقعه في حرجٍ أو موقف ضعف لأن الذين يسعون إلى الأسبقية في نشر ما يسوءه يقفون خلف أبوابه لا ينامون.
١١-أطلق العنان لقلمك وخُص هذا الحوار بالتألق مع قلمك؟.
فعلتُ شيئًا مشيناً، وحسبت الله لا يعرف أني فعلتُ
وخبأتُ فعلتي في مكانٍ أمينٍ ونسيته، والله لا ينسى ما أذنبته، وبعد سنينٍ جاءني لصٌ وبحث عن سري الذي أخفيته، وقال للناس جميعهم، أيها الغافلون، تحسبونه على خيرٍ وإنه من الصالحين!!
انظروا إليه إني فضحته، وإني لدي عنه أكثر مما ترون. فأخذ كل واحدٍ منهم بسرّي فوزّعه، فحزنتْ أمي وأبي طأطأ الرأس عند خالي وعمّي، وأقران أولادي سخروا منهم وزوجتي صدّت وجهها عنّي، والله وحده يعلم أني قد تبتُ إليه من سنين قبل أن يعرفوا فعلتي ويكشفوا سرّي.
وبعد عام الفضيحة هذا، رأيتُ كل الذين نشروا وسخروا وشهّروا، معلقين بأسرارهم وقد بانت فضائحهم وقُضي الدين بيني وبينهم.
للمشهّر: لا تظن أنك في معزلٍ عن هذا، وحين تكشف سر غيرك سيكشف الله سرك.
لعامة الناس: إذا أخطأت فتب إلى الله، وامحو خطأك، وما تخشى أن يطلع عليه الناس فلا تطلع عليه غيرك، وتثبت جيدًا ممن تثق.
وفي الختام كل الامتنان لك/أستاذ سليمان مسعود على هذا الحوار المتألق،كما أني سعيدة جداً بإجراء هذا الحوار معك كونك شخصية مبدعة دائماً بالنسبة لي،وأشكرك أيضاً من كل قلبي على تخصيصك الوقت للحوار،سائله الله عز وجل دوام الأبداع والتوفيق لك .