• ×

قائمة

Rss قاريء

النقطة الأخيرة

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
نبراس - أحمد الحربي ( رامسيس ) - القصيم 
إني لم أكن يومًا معتقدًا أن عاطفتي ما زالت يافعة في دواخلي .. كان الكفاح والشقاء المستديم وكل شيئًء يوحي بالشجن. يسلب من مشاعري زلالها،
شعرتُني قاسٍ للحد الذي أصبحت لا أعرف من أنا !، صارت الحياة تارةً تسيرني نحو غاية وتارة تبدلني بأخرى،
إن الأمر المحزن أن يقذفك القدر في مسار آخر وأنت تجاوزت نصف الطريق، إنَّ ذلك يبهت الحياة في قلبي، يسرق بقايا آمالي،
ملامحي البائسة لم تكترث يومًا لمغريات الدنيا، كنت أبحث عن الخلاص، عن الإستقرار الذاتي، عدة سنوات ما زلت ألهث خلف هذه الغاية،
إن الإنسان له قوى معينة فلا ينفجر حينما يصل لحدها إنما يرى قدميه تخور شيئًا فشيء، يجثو على ركبتيه، يتقوس حاجباه للأسفل كتلويحة مسافر لا يتراءى له من خليله سوى أطراف معطفه،
كراية شمخت لتسقط معلنة الخضوع فتصبح الحياة متهاديةً من دواخله كدخان سيجارة ملقاه على قارعة الطريق، ومن ثم يحبو العدم حوله ليلتهم رفاته،
إني أخاف ان تفقدني الأقدار قواي فرحت أبحث عن الإستقرار، عن النجاة فلم يتبق لي سوى فرصة أخيرة ترددت كثيرًا في الخوض بها كانت هي :
الزواج، فآخر الإعتقادات التي كسبتها من الدنيا أن الحياة تسكن قلوب النساء.. كنت أبحث عن المرأة بكل معاييرها؛ المرأة التي
تغذيك القوة حينما تُستنزف منك بسبب تقلبات الدهر فكنت أخطو خطوة ومن ثم أتراجع كنت مرعوبًا أن أتقيد بمن لا تشبه فكري
ومعتقداتي وبقيت ساكنًا في حيرة من أمري، إلى أن عصف بي الحب كنت أرى أن وجدانيتي لا تقوى على العشق ولكن كان حبك هبة إلهية، أصبح ذلك يسقي قلبي على الهوينى .
رأيتني أزهر، أحببتك كثيرًا كان حبي مختلفًا فلست طفلاً حظي بطفولته ولا شاب نال متعة الحياة، ولدت على الشقاء تآكلت روحي فأصبحت تتطاير شذراتها كلما عصفت بي الأشجان كأنها حراشفٌ تحاول الخلاص من جسدِ أفعى، فلم يكن حبي متهورًا مثل البقية لأني لا أحمل فرصة أخرى للحياة،
أتدركين يا سيدتي ما مدى أن تصبحي النقطة الأخيرة لدي ؟
النقطة الأخيرة من الحياة التي ليس بعدها سوى العدم،
الحل الأخير للبحث عن الحياة، أنتِ الغاية التي طالما أدمت أقدامي بالبحث عنها، إن الحب يصبح متينًا حينما تجتمع به غاية سابقة، حينما يكون بين الإثنين تشابه بالفكر والمعتقدات،
إن الشخص المثخن بصروف الدهر يشعر بالحب عميقٌا وناعمًا كإنسياب الدمع من المآقي
إني يا سيدتي رأيت من الأقدار ما لا يتراءى لغيري وإن الهاوية قريبة جدًا في نهاية الطريق، إنكِ المنعطف الذي أتمنى أن يكون في أواخر هذا المسلك،


#أحمد الحربي
للتقييم، فضلا تسجيل   دخول
بواسطة : سمر ركن
 0  0  562

التعليقات ( 0 )