• ×

قائمة

Rss قاريء

فقيدي ..أبي2

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
نبراس - علاء حمدي جازان / المباركة 
ها هو الأضحى الحادي عشر يحلّ ، ولمّا تزل شفتايَ صائمةً عن الإبتسامة ، وما أعلن وجهُكَ على مرّ الأعوامِ عيدي !
أحدَ عشرَ عامًا ؛ ما مَلَّ فيها انتظارًا على مقاعدِ الشّوقِ نبضي ، ولا نضّ قميصَ العبرةِ جفنُ سهدي ! ..
أحدَ عشرَ عامًا… يبسَ كلُّ شيءٍ ، إلاكَ في قلبي، بقيتَ وحدَكَ الشجرةَ الّتي ما انقطَعتْ عن ملىء سلالي ثمارَ طيبٍ ، وإن اجتثَّ الموتُ منَ ترابي جذعها !..
أحدَ عشرَ عامًا .. ومراكبي لمّا تزل ، رهينةَ لجّةِ الأحزانِ في خضمّ الفراق الشّاسعِ .. فكيفَ تُراني في ساحلِ ذراعيكَ أرسو ، وأنتَ الشّاطئ الممتدُّ خلفَ الغياب ؟!

ما شئتُ أبكيكَ ، فما أحببتني باكياً ، ولا زال لإبهامكَ الماسح دمعتي على وجنتيّ عبيرٌ…
ما شئتُ أبكيكَ ، وقد كرهتَ لي البكاء ، ولكنّي مذ غِبْتَ ، تُغافلني فيكَ دمعتي ، لعلّي استعيد على وجنتي لمسةً منكَ ، فألتقيَ في راح كفّكَ بهجتي ..
ألا ، فعُدْ لي… أبتاهُ ، عُدْ لي ..
لعلّي إذا ما ضممتُكَ ، أقهر حزني ..
لعلّي إذا ما شممتُكَ ، أخزن عطرَكَ شهيقًا لا زفرةَ بعدهُ ..
لعلّي إذا ما قبّلتُ كفيكَ ، أتزوّد صبرًا ، أستعين بهِ على الفراق ، في رحلة عمرٍ ، شائكةٌ دونَكَ كلّ دروبِهِ ..
أبتاهُ .. لَكَم أحنُّ إليكَ ..
ألا ، رحماتُ اللهِ عليكَ ..



inst: mz8_3
علاء حمدي جازان / المباركة:
للتقييم، فضلا تسجيل   دخول
بواسطة : سمر ركن
 0  0  1.1K

التعليقات ( 0 )