كلما أثقلت عاتقي صروف الدهر
ونامت الشجون على شفير الجفن
هربت من العوام إلى هذا المنزل،
أجده متهالك كل ما به مبعثر،
يشعر بحزني، يحنو علي،
رغم أن الأماكن جامدة لا تصدر
صوت، لا تحرك ساكن، لا تتنفس
مثلنا، إلا أنها تحمل لغة أخرى؛ اللغة الداخلية
التي ما وراء التفاصيل إنها عاطفية
تبكي كثيرًا.
هذا المنزل الصغير الشاذ عن البقية
كأن القرية بصقته عنها بعيدًا
إنه يشبهني كثيرًا فكلانا بُصِقْنا
من أفواههم، إننا لم نفهم الإنتماء
وربما أننا ننتمي فعلاً
وإن كنا كذلك فإنتماءنا للعدم
قد رمتني الحياة وأنا صغير في أركانه.
ما زلت أجد مأوى عزلتي به
زهدت به سنوات، شعرت العزلة بحذافيرها،
أتعلم يا صديقي ما هي العزلة ؟
هي أن تتجلى الصباحات من العتم
دون شعورك بها، أن لا تعرف كم
يوم ذهب وأنت لابثٌ، أن تنسى الوجوه
أن تكون على يقين ليس هناك من يقلق
عليك ليحاول الإتصال بك، أن يراودك ذلك
الشعور؛ الشعور الذي يخبرك أن العالم
تبرأ منك كأنك غلطة اقترفتها الكينونة.
الغبار يعم أرجاء المنزل، ذلك الصراخ
يصدح بين ممراته إنه أنعم
من صوتي قليلاً، كأنه يشبه صراخي قبل
قرابة عقدٍ من السنوات، أتكور
في تلك الزاوية القريبة من ذلك القبو
وأفتش به عن الأوراق التي تشبه ملامحي،
هنا كل شيء يوحي بالوحدة هذا الكرسي
التي تقابله المنضدة وتلك الرسائل المغلقة
منذ سنوات لم يدخل أحد هنا ليقرأها،
تلك الورقة بجانب قلمي الذي جف حبره
تشبه حياتي
أتعلم لماذا ؟
لأنها تحمل نصف جملة،
إن المحزن في أمري هي تركيبتي
التي صنعتها الحياة
فأنا أرى أهالي هذه القرية
بهذا الشهر الفضيل يعدّون
افطارهم على نواصي منازلهم
أود أن أكون معهم لكن لست
منهم فأسأل نفسي لماذا أنا
هنا وحدي ؟
وأتذكر شعوري بأني لا أنتمي لأسرة ما،
لأناس يصنفون تحت مسمى الأصدقاء
إن ذلك يدعو للخيبة؛ الخيبة التي لا تجدي
بها سوى إبتسامة نتجت عن ما لا تستطيع
العين ذرفه،
أحيانًا يا صديقي لا نجد أنفسنا بمن هم
حولنا نحن لا نجحد قربهم
ولكن يحدث أن تسلبك الحياة وتصنعك
غريبٌ فترى نفسك بينهم وتشعر أن
نظراتهم تجهلك تحاول أن تفهمك
فيتراءى لك أنها تشتمك وتهتف لك:
أخرج أنت لست منّا !
ذات يوم قد سمعت مقولة:
أن الدنيا عادلة تأخذ منك لتعطيك الأفضل
وأعتقدأنها مقولة قالها ساخر لأحد البؤساء
المغفلين .
#رامسيس
الشهر المقدس - 1437/9/18
ونامت الشجون على شفير الجفن
هربت من العوام إلى هذا المنزل،
أجده متهالك كل ما به مبعثر،
يشعر بحزني، يحنو علي،
رغم أن الأماكن جامدة لا تصدر
صوت، لا تحرك ساكن، لا تتنفس
مثلنا، إلا أنها تحمل لغة أخرى؛ اللغة الداخلية
التي ما وراء التفاصيل إنها عاطفية
تبكي كثيرًا.
هذا المنزل الصغير الشاذ عن البقية
كأن القرية بصقته عنها بعيدًا
إنه يشبهني كثيرًا فكلانا بُصِقْنا
من أفواههم، إننا لم نفهم الإنتماء
وربما أننا ننتمي فعلاً
وإن كنا كذلك فإنتماءنا للعدم
قد رمتني الحياة وأنا صغير في أركانه.
ما زلت أجد مأوى عزلتي به
زهدت به سنوات، شعرت العزلة بحذافيرها،
أتعلم يا صديقي ما هي العزلة ؟
هي أن تتجلى الصباحات من العتم
دون شعورك بها، أن لا تعرف كم
يوم ذهب وأنت لابثٌ، أن تنسى الوجوه
أن تكون على يقين ليس هناك من يقلق
عليك ليحاول الإتصال بك، أن يراودك ذلك
الشعور؛ الشعور الذي يخبرك أن العالم
تبرأ منك كأنك غلطة اقترفتها الكينونة.
الغبار يعم أرجاء المنزل، ذلك الصراخ
يصدح بين ممراته إنه أنعم
من صوتي قليلاً، كأنه يشبه صراخي قبل
قرابة عقدٍ من السنوات، أتكور
في تلك الزاوية القريبة من ذلك القبو
وأفتش به عن الأوراق التي تشبه ملامحي،
هنا كل شيء يوحي بالوحدة هذا الكرسي
التي تقابله المنضدة وتلك الرسائل المغلقة
منذ سنوات لم يدخل أحد هنا ليقرأها،
تلك الورقة بجانب قلمي الذي جف حبره
تشبه حياتي
أتعلم لماذا ؟
لأنها تحمل نصف جملة،
إن المحزن في أمري هي تركيبتي
التي صنعتها الحياة
فأنا أرى أهالي هذه القرية
بهذا الشهر الفضيل يعدّون
افطارهم على نواصي منازلهم
أود أن أكون معهم لكن لست
منهم فأسأل نفسي لماذا أنا
هنا وحدي ؟
وأتذكر شعوري بأني لا أنتمي لأسرة ما،
لأناس يصنفون تحت مسمى الأصدقاء
إن ذلك يدعو للخيبة؛ الخيبة التي لا تجدي
بها سوى إبتسامة نتجت عن ما لا تستطيع
العين ذرفه،
أحيانًا يا صديقي لا نجد أنفسنا بمن هم
حولنا نحن لا نجحد قربهم
ولكن يحدث أن تسلبك الحياة وتصنعك
غريبٌ فترى نفسك بينهم وتشعر أن
نظراتهم تجهلك تحاول أن تفهمك
فيتراءى لك أنها تشتمك وتهتف لك:
أخرج أنت لست منّا !
ذات يوم قد سمعت مقولة:
أن الدنيا عادلة تأخذ منك لتعطيك الأفضل
وأعتقدأنها مقولة قالها ساخر لأحد البؤساء
المغفلين .
#رامسيس
الشهر المقدس - 1437/9/18