عندما يصمت اللسان ويُطلق للقلم العنان ليعبر عن خفايا النفس ومكنوناتها نرى الإبداع يتلألأ في الأفق وهو الذي يتشكل في ضيفتنا لهذا المساء الكاتبة السعودية المتألقة / نجلاء حسن التي أحببت أنا شخصيًا أن أجري معها هذا الحوار آملة أن ترتشفوا معي من ينابيع كلماتها قطرات تروي عطشنا للمعرفة عنها أكثر فأهلًا وسهلًا بك في صحيفة نبراس..
- بداية متى اكتشفت النجلاء نفسها وكيف نشأ معها حب الكتابة ؟
نشأ معي حب الكتابة منذ الطفولة وتحديداً في العاشرة من عمري ربما لمْ أكن حينها أدرك معنى الكتابة فقط كنت أكتب خربشات طفولية وقصائد ليست ناضجة بشكل تام ولكن بتوفيق من الله ثم بفضل دعم أمي لي وتشجيعها الدائم استطعت أن أدرك هذا العشق العارم بداخلي للكتابة والذي كان لا يُفارقني طوال يومي سواء في البيت أو حتى في المدرسة التي كنت أجد بها أيضاً تحفيزاً لي من خلال طلب المعلمات بالمشاركة بكلماتي في أي مناسبة.
- الكتابة برأيك هل هي موهبة أم ممارسة ؟
الكتابة أساسها موهبة ولكن لا ينبغي على الكاتب أن يكتفي بموهبته بل عليه أن يسعى لتطويرها بشكل دائم.
- ككاتبة وشاعرة أيهما الأقرب دائمًا لك ؟
أحب الكتابة في كل المجالات سواء كتابة الشعر أو النثر أو المقال ولا أستطيع التمييز بينهم.
- ككاتبة سعودية كيف ترين تعامل المجتمع مع الكاتبات السعوديات ؟
أرى بأن هناك نقلة كبيرة وإيجابية في نظرة المجتمع السعودي للكاتبة عما سبق، بالنسبة لي وجدت منهم كل الدعم والمحبة والاحترام إلا أنه مازالت هناك فئة وإن كانت قليلة تُحجم من قيمة المرأة وتزدري إمكانياتها وتحاول أن تفرض عليها فكرة أنها غير مؤهلة للنجاح في المجالات الإبداعية ولكن حتى تستمر الكاتبة لابد أن يكون بداخلها إصرار لمواجهة كل الصعوبات التي قد تكون قاسية ومُجحفة كثيراً.
- ماهي التحديات التي تواجهينها كسعودية ؟
لا أعتقد بأن هناك تحديات يمكن أن تُذكر سوى عدم تقبل بعض أفراد المجتمع لوجود أنثى كاتبة وهم قلة للأمانة وأظن بأن هذا الرفض أو الإستنكار قد تواجهه الكاتبة ليس فقط في السعودية بل في العالم العربي ككل ولكن كما قلت سابقاً عليها أن تتحلى دوماً بالصمود لتتخطى كل العثرات طالما أنها تسعى لتحقيق طموحاتها بخُطى ثابتة وبإستقامة فكر ومبدأ.
- ما رأيك فيمن يتخذ الكتابة أو الشعر كمظهر اجتماعي فحسب ؟
هم كُثر في الوقت الحالي، فقد بات هوس الكتابة يراود الكثيرين ليس حباً في الكتابة لذاتها وإنما طمعاً في الشهرة لا أكثر .. برأيي في نهاية المطاف لن يستمر ويبقى إلا الكاتب الحقيقي أما الأقلام الدخيلة ستتلاشى يوماً بلاشك وينطفئ بريقها الزائف.
- لماذا تكتب النجلاء .. هل راودك هذا السؤال ؟
لأن الكتابة جزء من شخصيتي ومني وهي عشق متأصل بدمي بها أتنفس ومن شدة إنتمائي لها في اللحظات التي يخذلني فيها قلمي وأُصاب بحالة عجز عن البوح أتمنى لو أنني لمْ أكن كاتبة لأن إبتعادي عن الكتابة يجعلني أفتقر حس الحياة.
- أبرز الكتّاب الذين تأثرت بهم النجلاء ؟
لمْ أتأثر بكاتب معين لأني لا أحبذ الكتابة إلا بإحساس وأسلوب نجلاء فقط ولكن هذا لا ينفي أني أعشق القراءة لعمالقة الأدب أمثال : غادة السمان ونزار قباني وأحلام مستغانمي وفاروق جويدة ونجيب محفوظ وجبران خليل جبران وغيرهم الكثير.
- الكثير يرى بأن الكاتب أو الشاعر يملك بداخله حدث معين جعل منه شخص مبدع مارأيك بهذا ؟
رأيي بأن الحدث لا يصنع كاتباً، ولكن الأحداث أو التجارب التي يعيشها الكاتب أو يستشعرها من خلال محيطه تؤثر على كتاباته بشكل كبير.
- كيف هي علاقتك ككاتبة مع دور النشر ؟
بكل مصداقية في السعودية تحديداً الكثير من دور النشر تفتقر الأمانة وهدفها الأول استثمار جهود المؤلف لصالح أرباحهم المادية فحسب، في بداية الأمر يُشيدون قصوراً من الأحلام الواهية للمؤلف وبحكم قلة خبرته في النشر ينساق لهذه الأحلام دون إدراك ولكنه في الغالب لا يسترد جزء من حقوقه المادية ولا يحصل حتى على حقه في التوزيع الذي تم الإتفاق عليه في العقد ولهذا السبب لجأت في كتابي الثالث لدار " كلمات " الكويتية وسعدت جداً بالتعامل معهم.
- الرجل يقول بالأنثى مايشاء والأنثى تفعل بالرجل ماتشاء هل ترين بأن هذه المعادلة عادلة ؟
لا بالطبع ليست عادلة، فأنا أؤمن بأن العلاقات تتجلى فيها أخلاقيات المرء سواءً إن كانت العلاقة قائمة وتشوبها الصراعات أو في حالة أنها إنتهت، فإن كان كل طرف يذكر سلبيات الطرف الآخر بينه وبين نفسه لا ينبغي كذلك أن يتجاهل ايجابياته ومواقفه النبيلة إن وُجدت .. فليس من العدل أن ننكر المواقف الطيبة ونضيف عليها رتوش جائرة حتى نشعر بلذة الإنتصار أمام أنفسنا والآخرين على حساب تشويه صورة من نحب أو من أحببناه يوماً.
- الرجل يرى المرأة أنها شيء غامض ويصعب عليه فك رموزها نجلاء ماذا ترى الرجل ؟
أرى بأنه من الجور أن أحكم على كل الرجال بنفس الرؤية فكل رجل يختلف عن الآخر من حيث شخصيته وأسلوبه وطريقة تفكيره وتعامله مع محيطه ومع المرأة بشكل خاص ولكن في الكثير من الحالات في مجتمعنا العربي قد تكون قسوة الرجل وتعامله الجاف مع المرأة نتاج للتربية الخاطئة التي تُرغمه دوماً على كبت مشاعره حتى تجاه أمه وأخته فيكبر وتكبر معه إعتقادات بأن إظهار عواطفه واهتمامه لمن يُحب يعني ضعف وانتقاص من قيمة رجولته.
- هل ترين بأن هناك تقييم عنصري في الإعلام من حيث الإهتمام بالكتّاب الذكور على الإناث ؟
لا أعتقد ذلك، وخاصة في السنوات الأخيرة بات هناك إهتمام واضح من قِبل الاعلام بالعنصر النسائي في المجالات الإبداعية.. ولكن من خلال تجربة شخصية قد تكون هناك فئة في مجال الإعلام لا تسعى لظهور المرأة الموهوبة إلا بمقابل أن تُقدم تنازلات وإن رفضت مثل هذه التنازلات يتم استبعادها فوراً.
- ماذا أخذ ( الغياب ) من النجلاء وماذا منحها ؟
إستنزف الكثير من صحتي واهتمامي ووقتي أعوام طويلة، ومنحني الكثير من الدروس التي تفوق عمري عمراً، منحني القوة والصبر على مواجهة الغياب وإن كنت أتألم.
- حدثينا قليلًا عن آخر إصدار لك (عاقد الحاجبين ) ؟
عاقد الحاجبين مولودي الأدبي الثالث الصادر عن دار كلمات يضم العديد من النصوص والخواطر القصيرة .. تطرقت فيه لعدة جوانب عاطفية وجوانب إجتماعية عدد صفحاته 164ص وحالياً يتم توزيعه في مكتبة جرير بجميع فروعها في السعودية والكويت.
- أمنية ترين أنها عقيمة ؟
أن يتلاشى الحسد من مجتمعاتنا بشكل كلي، وأن تندثر كل ترسبات العنصرية المُقيتة وأن نتعامل مع الفرد بإنسانية مُطلقة بعيداً عن مكانته الإجتماعية ونسبه وغيرها من الأمور التي نجعل منها ركائز لتقييم أخلاقيات الآخرين وسلوكياتهم.
- كرامتك أو قلبك لو خيروك بين الأمرين ليُكسر ماذا تختارين ؟
قلبي.
- (مستحيل أنساك ) لمن تقوليها ؟
لكل من ترك بصمة جميلة وذكرى طيبة في حياتي.
- نقطة ضعفك ؟
من أحبهم والأطفال والبحر.
- دعينا نتطفل قليلاً على حياتك الخاصة ووضعك الإجتماعي كيف هو ؟
لست متزوجة، توفي والدي وأنا طفلة قبل أن أراه ولا أعرف ملامحه إلا من خلال الصور .. أعيش مع أمي وأخي وأخواتي وأنا الإبنة الصُغرى من بينهم.
- لماذا إخترتِ اسم ديوانك " طرف غترته" تحديدًا ؟
طرف غترته عنوان قصيدة لي واخترت هذا العنوان لكتابي الأول لأنني أجده مختلف وغير مألوف وأحب دوماً أن تكون عناوين كتبي مميزة وغير متداولة.
- قصيدة كتبتها وكانت الأقرب إلى قلبك ؟
قصيدة " يامدينة " وأحب أن أشارككم جزء منها :
يامدينة شوارعها حزينة
يامُلهمة شعري ياأنينه
بسألك هو مر من ذاك الطريق؟
جاك يشكيني غريق..
وجاك يبكي يصرخ من حنينه!
كل شي في مدينتي يشبهك
أناظر في الزوايا وألمحك
على الرصيف
وعلى مقعدنا ألقاني معك..
يامدينة ساكنة بلقى لصوتي جواب
إسأليه عن ذاك الغياب
هو صحيح غدينا أغراب؟
بيننا مسافة طويلة واغتراب
يامدينة
ليش وجهك صار شاحب
من عتابي وبأسبابي غدى لونك كئيب
فاقدة كل الكون بوحشة حبيب
مامعي إلا ذكرى قديمة وصور
أعزي فيها خاطري اللي انكسر
مامعي إلا دمعتين وآهه وسهر.
- كَونٍي كاتبة مبتدئة كيف لي أن أصل بقلمي للمستوى المأمول في الكتابة ؟
الموهبة هي أساس الكتابة طالما أنك تملكين الموهبة والحس في الكتابة، كلما نضجتِ أكثر سيتطور وينضج أسلوبك أكثر عدا ذلك القراءة لها دور هام في تطوير أسلوب الكاتب وتوسع من آفاق مداركه أكثر والأهم من كل هذا إختيارك الجيد للكُتاب الذين تقرأين لهم لأنه ليست كل قراءة تُنمي الفكر، مع أمنياتي الصادقة لك بالتوفيق والنجاح الدائم.
- كيف كانت ردود فعل الجمهور على كتابك الأخير وهل واجهتِ انتقادات ؟
ردود فعل الجمهور كانت إيجابية جداً وأكثر من رائعة ممتنة لهم من قلبي وسعيدة جداً بدعمهم لي، والحمدلله لمْ أتعرض حتى الآن لأي انتقاد.
- هل أنتِ راضية عن نفسك ؟
الرضا التام عن النفس يدفع الشخص للاكتفاء والتراخي عن تحقيق طموحاته، وفي حالة أن أقول أنني لست راضية عن نفسي كلياً هذا يعني أنني أنكر فضل الله عليّ لذلك أنا راضية عن نفسي ومازلت أشعر بأن هناك أمور تنقصني أتمنى تطويرها بشكل أفضل مما هي عليه وأطمح كذلك لتحقيق المزيد من أحلامي.
- اعتراف خاص للصحيفة ؟
أفكر حالياً بالتجهيز لكتابي الرابع ولكن مازال أمامي الكثير حتى يكتمل بإذن الله ويظهر للنور.
- أطلقي العنان لقلمك وخُصي صحيفة نبراس بشيء من كلماتك ؟
لو كانت ضحكتك تُباع !
لاشتريتها بكل ما أملك من حنين
ورهنتُ عمري ثمناً في سبيل الحصول عليها
وعلقتها على قلادتي كوشم أزلي
كلما افتقرت الفرح تحسستها بين ثنايا نبضي
تُمطر على شراييني بصخب الضحكات
لو كان باستطاعتي اقتناء صوتك !
لكنتُ حفظته في خزانتي، على رفوفي،
بين زوايا حُجرتي، بين طيات فؤادي،
لكنتُ سرقته خلسةً في عُتمة ليل ساكن
أو انتشلته أمام الأعين كلصة تعترف بفداحة جنونها
ووقفتُ أمام سُلطة الهوى مُعلنةً هذياني بك
لا أبتغي منهم مغفرةً
ولا أتطلع لتحريري من بين قضبان عشقك حتى آخر رمق بي
" وليدة اللحظة "
وفي الختام كل التقدير والإمتنان لك غاليتي خديجة على هذا الحوار الراقي سعدت بك جداً والله وبلطف تعاملك، مع فائق الأمنيات لصحيفة نبراس بالمزيد من التقدم والازدهار.
شكرًا لرقيك ولإتاحة الفرصة لي لإجراء هذا الحوار معك فخورة بك كونك الكاتبة المحببة إلى قلبي وأشكرك أيضًا لإعطائي من وقتك سائلة العزيز القدير أن يزيدك من علمه وفضله وأتمنى أن لا يكون آخر حوار متمنية لك دوام التوفيق والنجاح وللقراء أيضًا ..
- بداية متى اكتشفت النجلاء نفسها وكيف نشأ معها حب الكتابة ؟
نشأ معي حب الكتابة منذ الطفولة وتحديداً في العاشرة من عمري ربما لمْ أكن حينها أدرك معنى الكتابة فقط كنت أكتب خربشات طفولية وقصائد ليست ناضجة بشكل تام ولكن بتوفيق من الله ثم بفضل دعم أمي لي وتشجيعها الدائم استطعت أن أدرك هذا العشق العارم بداخلي للكتابة والذي كان لا يُفارقني طوال يومي سواء في البيت أو حتى في المدرسة التي كنت أجد بها أيضاً تحفيزاً لي من خلال طلب المعلمات بالمشاركة بكلماتي في أي مناسبة.
- الكتابة برأيك هل هي موهبة أم ممارسة ؟
الكتابة أساسها موهبة ولكن لا ينبغي على الكاتب أن يكتفي بموهبته بل عليه أن يسعى لتطويرها بشكل دائم.
- ككاتبة وشاعرة أيهما الأقرب دائمًا لك ؟
أحب الكتابة في كل المجالات سواء كتابة الشعر أو النثر أو المقال ولا أستطيع التمييز بينهم.
- ككاتبة سعودية كيف ترين تعامل المجتمع مع الكاتبات السعوديات ؟
أرى بأن هناك نقلة كبيرة وإيجابية في نظرة المجتمع السعودي للكاتبة عما سبق، بالنسبة لي وجدت منهم كل الدعم والمحبة والاحترام إلا أنه مازالت هناك فئة وإن كانت قليلة تُحجم من قيمة المرأة وتزدري إمكانياتها وتحاول أن تفرض عليها فكرة أنها غير مؤهلة للنجاح في المجالات الإبداعية ولكن حتى تستمر الكاتبة لابد أن يكون بداخلها إصرار لمواجهة كل الصعوبات التي قد تكون قاسية ومُجحفة كثيراً.
- ماهي التحديات التي تواجهينها كسعودية ؟
لا أعتقد بأن هناك تحديات يمكن أن تُذكر سوى عدم تقبل بعض أفراد المجتمع لوجود أنثى كاتبة وهم قلة للأمانة وأظن بأن هذا الرفض أو الإستنكار قد تواجهه الكاتبة ليس فقط في السعودية بل في العالم العربي ككل ولكن كما قلت سابقاً عليها أن تتحلى دوماً بالصمود لتتخطى كل العثرات طالما أنها تسعى لتحقيق طموحاتها بخُطى ثابتة وبإستقامة فكر ومبدأ.
- ما رأيك فيمن يتخذ الكتابة أو الشعر كمظهر اجتماعي فحسب ؟
هم كُثر في الوقت الحالي، فقد بات هوس الكتابة يراود الكثيرين ليس حباً في الكتابة لذاتها وإنما طمعاً في الشهرة لا أكثر .. برأيي في نهاية المطاف لن يستمر ويبقى إلا الكاتب الحقيقي أما الأقلام الدخيلة ستتلاشى يوماً بلاشك وينطفئ بريقها الزائف.
- لماذا تكتب النجلاء .. هل راودك هذا السؤال ؟
لأن الكتابة جزء من شخصيتي ومني وهي عشق متأصل بدمي بها أتنفس ومن شدة إنتمائي لها في اللحظات التي يخذلني فيها قلمي وأُصاب بحالة عجز عن البوح أتمنى لو أنني لمْ أكن كاتبة لأن إبتعادي عن الكتابة يجعلني أفتقر حس الحياة.
- أبرز الكتّاب الذين تأثرت بهم النجلاء ؟
لمْ أتأثر بكاتب معين لأني لا أحبذ الكتابة إلا بإحساس وأسلوب نجلاء فقط ولكن هذا لا ينفي أني أعشق القراءة لعمالقة الأدب أمثال : غادة السمان ونزار قباني وأحلام مستغانمي وفاروق جويدة ونجيب محفوظ وجبران خليل جبران وغيرهم الكثير.
- الكثير يرى بأن الكاتب أو الشاعر يملك بداخله حدث معين جعل منه شخص مبدع مارأيك بهذا ؟
رأيي بأن الحدث لا يصنع كاتباً، ولكن الأحداث أو التجارب التي يعيشها الكاتب أو يستشعرها من خلال محيطه تؤثر على كتاباته بشكل كبير.
- كيف هي علاقتك ككاتبة مع دور النشر ؟
بكل مصداقية في السعودية تحديداً الكثير من دور النشر تفتقر الأمانة وهدفها الأول استثمار جهود المؤلف لصالح أرباحهم المادية فحسب، في بداية الأمر يُشيدون قصوراً من الأحلام الواهية للمؤلف وبحكم قلة خبرته في النشر ينساق لهذه الأحلام دون إدراك ولكنه في الغالب لا يسترد جزء من حقوقه المادية ولا يحصل حتى على حقه في التوزيع الذي تم الإتفاق عليه في العقد ولهذا السبب لجأت في كتابي الثالث لدار " كلمات " الكويتية وسعدت جداً بالتعامل معهم.
- الرجل يقول بالأنثى مايشاء والأنثى تفعل بالرجل ماتشاء هل ترين بأن هذه المعادلة عادلة ؟
لا بالطبع ليست عادلة، فأنا أؤمن بأن العلاقات تتجلى فيها أخلاقيات المرء سواءً إن كانت العلاقة قائمة وتشوبها الصراعات أو في حالة أنها إنتهت، فإن كان كل طرف يذكر سلبيات الطرف الآخر بينه وبين نفسه لا ينبغي كذلك أن يتجاهل ايجابياته ومواقفه النبيلة إن وُجدت .. فليس من العدل أن ننكر المواقف الطيبة ونضيف عليها رتوش جائرة حتى نشعر بلذة الإنتصار أمام أنفسنا والآخرين على حساب تشويه صورة من نحب أو من أحببناه يوماً.
- الرجل يرى المرأة أنها شيء غامض ويصعب عليه فك رموزها نجلاء ماذا ترى الرجل ؟
أرى بأنه من الجور أن أحكم على كل الرجال بنفس الرؤية فكل رجل يختلف عن الآخر من حيث شخصيته وأسلوبه وطريقة تفكيره وتعامله مع محيطه ومع المرأة بشكل خاص ولكن في الكثير من الحالات في مجتمعنا العربي قد تكون قسوة الرجل وتعامله الجاف مع المرأة نتاج للتربية الخاطئة التي تُرغمه دوماً على كبت مشاعره حتى تجاه أمه وأخته فيكبر وتكبر معه إعتقادات بأن إظهار عواطفه واهتمامه لمن يُحب يعني ضعف وانتقاص من قيمة رجولته.
- هل ترين بأن هناك تقييم عنصري في الإعلام من حيث الإهتمام بالكتّاب الذكور على الإناث ؟
لا أعتقد ذلك، وخاصة في السنوات الأخيرة بات هناك إهتمام واضح من قِبل الاعلام بالعنصر النسائي في المجالات الإبداعية.. ولكن من خلال تجربة شخصية قد تكون هناك فئة في مجال الإعلام لا تسعى لظهور المرأة الموهوبة إلا بمقابل أن تُقدم تنازلات وإن رفضت مثل هذه التنازلات يتم استبعادها فوراً.
- ماذا أخذ ( الغياب ) من النجلاء وماذا منحها ؟
إستنزف الكثير من صحتي واهتمامي ووقتي أعوام طويلة، ومنحني الكثير من الدروس التي تفوق عمري عمراً، منحني القوة والصبر على مواجهة الغياب وإن كنت أتألم.
- حدثينا قليلًا عن آخر إصدار لك (عاقد الحاجبين ) ؟
عاقد الحاجبين مولودي الأدبي الثالث الصادر عن دار كلمات يضم العديد من النصوص والخواطر القصيرة .. تطرقت فيه لعدة جوانب عاطفية وجوانب إجتماعية عدد صفحاته 164ص وحالياً يتم توزيعه في مكتبة جرير بجميع فروعها في السعودية والكويت.
- أمنية ترين أنها عقيمة ؟
أن يتلاشى الحسد من مجتمعاتنا بشكل كلي، وأن تندثر كل ترسبات العنصرية المُقيتة وأن نتعامل مع الفرد بإنسانية مُطلقة بعيداً عن مكانته الإجتماعية ونسبه وغيرها من الأمور التي نجعل منها ركائز لتقييم أخلاقيات الآخرين وسلوكياتهم.
- كرامتك أو قلبك لو خيروك بين الأمرين ليُكسر ماذا تختارين ؟
قلبي.
- (مستحيل أنساك ) لمن تقوليها ؟
لكل من ترك بصمة جميلة وذكرى طيبة في حياتي.
- نقطة ضعفك ؟
من أحبهم والأطفال والبحر.
- دعينا نتطفل قليلاً على حياتك الخاصة ووضعك الإجتماعي كيف هو ؟
لست متزوجة، توفي والدي وأنا طفلة قبل أن أراه ولا أعرف ملامحه إلا من خلال الصور .. أعيش مع أمي وأخي وأخواتي وأنا الإبنة الصُغرى من بينهم.
- لماذا إخترتِ اسم ديوانك " طرف غترته" تحديدًا ؟
طرف غترته عنوان قصيدة لي واخترت هذا العنوان لكتابي الأول لأنني أجده مختلف وغير مألوف وأحب دوماً أن تكون عناوين كتبي مميزة وغير متداولة.
- قصيدة كتبتها وكانت الأقرب إلى قلبك ؟
قصيدة " يامدينة " وأحب أن أشارككم جزء منها :
يامدينة شوارعها حزينة
يامُلهمة شعري ياأنينه
بسألك هو مر من ذاك الطريق؟
جاك يشكيني غريق..
وجاك يبكي يصرخ من حنينه!
كل شي في مدينتي يشبهك
أناظر في الزوايا وألمحك
على الرصيف
وعلى مقعدنا ألقاني معك..
يامدينة ساكنة بلقى لصوتي جواب
إسأليه عن ذاك الغياب
هو صحيح غدينا أغراب؟
بيننا مسافة طويلة واغتراب
يامدينة
ليش وجهك صار شاحب
من عتابي وبأسبابي غدى لونك كئيب
فاقدة كل الكون بوحشة حبيب
مامعي إلا ذكرى قديمة وصور
أعزي فيها خاطري اللي انكسر
مامعي إلا دمعتين وآهه وسهر.
- كَونٍي كاتبة مبتدئة كيف لي أن أصل بقلمي للمستوى المأمول في الكتابة ؟
الموهبة هي أساس الكتابة طالما أنك تملكين الموهبة والحس في الكتابة، كلما نضجتِ أكثر سيتطور وينضج أسلوبك أكثر عدا ذلك القراءة لها دور هام في تطوير أسلوب الكاتب وتوسع من آفاق مداركه أكثر والأهم من كل هذا إختيارك الجيد للكُتاب الذين تقرأين لهم لأنه ليست كل قراءة تُنمي الفكر، مع أمنياتي الصادقة لك بالتوفيق والنجاح الدائم.
- كيف كانت ردود فعل الجمهور على كتابك الأخير وهل واجهتِ انتقادات ؟
ردود فعل الجمهور كانت إيجابية جداً وأكثر من رائعة ممتنة لهم من قلبي وسعيدة جداً بدعمهم لي، والحمدلله لمْ أتعرض حتى الآن لأي انتقاد.
- هل أنتِ راضية عن نفسك ؟
الرضا التام عن النفس يدفع الشخص للاكتفاء والتراخي عن تحقيق طموحاته، وفي حالة أن أقول أنني لست راضية عن نفسي كلياً هذا يعني أنني أنكر فضل الله عليّ لذلك أنا راضية عن نفسي ومازلت أشعر بأن هناك أمور تنقصني أتمنى تطويرها بشكل أفضل مما هي عليه وأطمح كذلك لتحقيق المزيد من أحلامي.
- اعتراف خاص للصحيفة ؟
أفكر حالياً بالتجهيز لكتابي الرابع ولكن مازال أمامي الكثير حتى يكتمل بإذن الله ويظهر للنور.
- أطلقي العنان لقلمك وخُصي صحيفة نبراس بشيء من كلماتك ؟
لو كانت ضحكتك تُباع !
لاشتريتها بكل ما أملك من حنين
ورهنتُ عمري ثمناً في سبيل الحصول عليها
وعلقتها على قلادتي كوشم أزلي
كلما افتقرت الفرح تحسستها بين ثنايا نبضي
تُمطر على شراييني بصخب الضحكات
لو كان باستطاعتي اقتناء صوتك !
لكنتُ حفظته في خزانتي، على رفوفي،
بين زوايا حُجرتي، بين طيات فؤادي،
لكنتُ سرقته خلسةً في عُتمة ليل ساكن
أو انتشلته أمام الأعين كلصة تعترف بفداحة جنونها
ووقفتُ أمام سُلطة الهوى مُعلنةً هذياني بك
لا أبتغي منهم مغفرةً
ولا أتطلع لتحريري من بين قضبان عشقك حتى آخر رمق بي
" وليدة اللحظة "
وفي الختام كل التقدير والإمتنان لك غاليتي خديجة على هذا الحوار الراقي سعدت بك جداً والله وبلطف تعاملك، مع فائق الأمنيات لصحيفة نبراس بالمزيد من التقدم والازدهار.
شكرًا لرقيك ولإتاحة الفرصة لي لإجراء هذا الحوار معك فخورة بك كونك الكاتبة المحببة إلى قلبي وأشكرك أيضًا لإعطائي من وقتك سائلة العزيز القدير أن يزيدك من علمه وفضله وأتمنى أن لا يكون آخر حوار متمنية لك دوام التوفيق والنجاح وللقراء أيضًا ..
عافاك المولى *فلا حروف املكها لأقدمها بين يديك *يا سيدتي *.
عافاك المولى *فلا حروف املكها لأقدمها بين يديك *يا سيدتي *.
عافاك المولى *فلا حروف املكها لأقدمها بين يديك *يا سيدتي *.
حوار راقي جدًا ' بين شخصيتين جميلة ومثقفة .
سَلِم المداد يا خديجة على هذا الاختيار والجمال '
نُرحب بالأستاذة نجلاء تشرفنا جدا بهذا الحوار وحديثك الراقي وفيه الكثير من الفائدة لكل من يريد أن يخطو خُطاك .
كل التوفيق لك .
ولخديجة المزيد من التألق .*
عدد قراء رائع للحوار نفخر به وتعليقات جميلة نأمل أن يتفاعل الكل مع هذا الإبداع والجهد ويعلق هنا وفى نهاية المشاركة فى الصحيفة لتتوثق التعليقات وتبقى مع مر الأيام