عمران ضحيَّةُ الأنقاضِ والحرب

ماذا بإمكاني الكتابة !
حروفي عجزت عن التحديقِ ببعضها البعض..
جميعها تترقَّب مني البوح عمَّا في صميمِ قلبي من ألم ..
عندما رأت عيناي نظرته البريئة الصامتة
تنظر بدهشة طفولية مؤلمة مليئة بالكلومِ والدمع ..
يحادث نفسه في صميم الصمت الدائم ..
"مالذي جرى يا أمي،في الأمس كنت ألهو بدميتي وألعب
واليوم أصبحت فقيد الإصبع،أتأمل نفسي لم أنا هكذا شاحب المنظر ..!!
لم أخذوا مني طفولتي وإصبعي الصغير دون رحمةٍ تُذكر ؟!
حلمي كان أن أكبر وفي جعبتي لكِ حلمٌ يكبر ..
لا تحزنِ يا حلب،فلن تفقدي طفلاً أُنقذ من تحت الأنقاض يوماً ..
لا تحزنِ يا شهباء،فأنا ترعرعت في وطن الياسمين الأبيض ..
دمائي هي عبقُ الثرى،وثيابي ما هي إلى قُماشٍ قد أهترىء ..
قلبي مازال يعانق حبكِ للأبد،ولن ينسَ يوماً أنه أُنقذ من تحت الثرى..
وأنت يا أمي أجيبيني،هل دُفن إصبعي مع ضمائر أولئك العرب؟!"
أبحقِّ الإنسانية ما لعنةُ هذه الحرب..!!
حربٌ قد سلبت منا قلوبنا وهوياتنا وبلدنا ودموعنا وأرواحنا
أخذت الجدَّ والأب والأخ والأم والصديق والرضيع وحتى الشجر ..
أهذه هي الحرب التي يكافح من أجلها البشر ؟!
إلى متى ستبقى قلوبنا بليدةٌ هكذا ...؟
إلى متى سنبقى صامتين ونكتفي فقط بالضجر ..!
لا تبكِ ياصغيري،لا تبكِ وتجعل حليفهم النصر على ماحصل ..
إصنع بسمتك نحو الأفق وانظر إلى ِالأمام دوماً،
واعتمر بقلبك مزيداً من الصبر ..
في الأمس ذهب صديقك ضحية الأمواج و البحر ..
واليوم أنت ضحية قذائف الطائرات التي لا ترحم ..
جميعنا قلبٌ واحد،جميعنا يدٌ واحدة تدعو الخالق بالنصر دوماً دون ملل ..
جميعنا أبناء الوطن، الوطن الذي بهِ ستنتهِ كلُّ أمورِ البشر..
"بالأمس ضحيَّة البحر
،واليوم ضحيَّة الأنقاض،
وغداً لا محالَ سيكون النصر"

#بقلمي_فاطمةنعيم♡